مختصون يطالبون برفع الوعي للنشطاء والمؤسسات لتجنب محاربة المحتوى الفلسطيني
طالب مختصون في الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي في قطاع غزة اليوم الخميس بضرورة العمل على رفع الوعي لدى النشطاء والمؤسسات الإعلامية لتجنب محاربة المحتوى الفلسطيني.
وجاء ذلك خلال ندوة حوارية نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية بمقر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بمدينة غزة، وسط حضور مختصين بالإعلام الرقمي ونشطاء التواصل الاجتماعي.
وقال مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية مفيد أبو شمالة إن قضية محاربة المحتوى الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي بحاجة إلى وقفة جادة خاصة في ظل زيادة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة التي يتعرض لها هذا المحتوى.
وأوضح أبو شمالة أن مؤسسة "صدى سوشال" وهو مركز يُعنى بالحقوق الرقمية في فلسطين أصدر مؤخّرًا تقريرًا يستعرض فيه أبرز الانتهاكات التي تعرض لها المحتوى الفلسطيني خلال عام 2022.
وذكر أن المركز قدم معطيات حول ما يرتكب بحق المحتوى من "حسم وإخفاء وتعطيل وانحياز لصالح الرواية الإسرائيلية على حساب الرواية الفلسطينية والتعتيم عليها وإخفائها.
وأضاف "ما يحدث يستوجب وقفة من أهل الاختصاص؛ لذا تداعينا اليوم بالمركز مع نخبة من أهل الاختصاص في مجال نشر الكتروني؛ لمناقشة هذه الظاهرة والانتهاكات والحديث عن سبل مواجهتها".
تقرير عام 2022
واستعرضت المنسقة الإعلامية لمركز "صدى سوشال" نداء بسومي في مداخلة لها عبر تقنية الزووم التقرير الذي أصدره المركز لعام 2022 حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق المحتوى الفلسطيني.
وأشارت بسومي إلى أن المركز رصد أكثر من 1231 انتهاك موثّق بحق صحفيين ونشطاء تواصل اجتماعي تعرّضت حساباتهم لحظر وإغلاق وتقييد من الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن مركز صدى سوشال أن تقريره لعام 2022 هو الرابع للمركز والذي يرصد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المحتوى الفلسطيني وملاحقته.
وأوضحت بسومي أن التقرير الذي أصدره مركز صدى سوشال يتحدث عن انحياز تكنولوجيا ومنصات تواصل الاجتماعي للاحتلال، حيث شكّلت منصات فيس بوك وواتساب وانستجرام التابعة لشركة ميتا الأعلى تسجيلاً للانتهاكات مقارنةً بمنصة تيك توك وتليجرام.
ودعت النشطاء ورواد التواصل الاجتماعي لرفع الوعي بسياسات ومعايير مواقع التواصل الاجتماعي وتمويه الصور أو الفيديوهات التي من شأنها قد تعرض الحسابات للحظر والتقييد والإغلاق.
وطالبت بسومي النشطاء عند وصول حساباتهم أو صفحاتهم أي مخالفة من منصات التواصل الاجتماعي برفضها وعدم قبولها، وثم تقديم طعن لدى منصات ومواقع مركز صدى سوشال ليتسنى لهم متابعتها لاحقا مع شركة ميتا أو المنصات الأخرى.
وأشارت إلى أنه يوجد تواصل مباشر بينا مركز صدى سوشال وشركة ميتا، خاصة بعد إطلاق المركز حملة للدفاع عن المحتوى الفلسطيني، مؤكدةً أنه بإمكان الشباب والمعنيين التقدم بطعن عبر منصات المركز المختلفة على التواصل الاجتماعي.
رفع الوعي
وشدد الأكاديمي والمختص بالإعلام الرقمي إياد القرا على أهمية رفع الوعي لدى الجيل الفلسطيني وخاصة النشطاء والمؤسسات الإعلامية والانتباه جيدًا لمعايير الحظر المختلفة لمواقع التواصل الاجتماعي لتلافي التعرض للحظر والإغلاق.
ووصف القرا تقنية الذكاء الاصطناعي بمواقع التوصل الاجتماعي بالنقمة على المحتوى الفلسطينية وليس نعمة، مؤكدًا على أهمية اتباع النشطاء والمؤسسات الإعلامية لسياسة التوثيق للانتهاكات التي يتعرضون لها تمهيدًا لرفع طعون بحق تلك المواقع الاجتماعية.
ودعا لعقد ندوات شهرية لبحث أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها المحتوى الفلسطيني، ورصدها تمهيدًا للعمل على مواجهتها بكافة السبل والإمكانات.
معركة حقيقية
من جهته، أوضح الأكاديمي أشرف مشتهى-المختص في التقنية والإعلام الرقمي-أن المحتوى الفلسطيني يتعرض لمعركة حقيقية، وذلك يتطلب من الشباب والنشطاء ليكونوا على درجة عالية من الوعي لتجنب الحظر والتقييد والإغلاق لحساباتهم.
وقال مشتهى " للأسف كثير منّا لا يعلم بسياسة منصات تواصل اجتماعي ومعاييرها، حين نعرف هذه السياسات نستطيع ابتكار طرق للتحايل عليها؛ وهو ما يتطلب الاتفاق على استراتيجية وتدشين خطة للدفاع عن المحتوى الفلسطيني ووقف محاربته".