ساسة وقادة فصائل يدعون إلى بناء استراتيجية وطنية لتحرير القدس
مركز الدراسات السياسية والتنموية:
دعت فصائل فلسطينية إلى بناء استراتيجية وطنية من أجل تحرير مدينة القدس المحتلة، وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي بمختلف السبل والوسائل إلى جانب العمل المشترك لمواجهة التطبيع العربي مع الكيان.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية بعنوان: "في الذكرى الـ55 لاحتلال شرقها نحو بناء استراتيجية وطنية لتحرير القدس".
أعمدة الأمن
بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. محمود الزهار" إن نظرية الأمن القومي لدى الاحتلال تقوم على أربعة أعمدة التفوق، وشن الحروب الخاطفة، الدولة الآمنة، الدعم الدولي.
وأضاف" في حال هدمت نظرية الأمن القومي الإسرائيلي المبنية على أربعة أعمدة، أو إضعاف أحدها فنكون بذلك اقتربنا من زوال الاحتلال"، وإن معركة "سيف القدس" ونتائجها قربتنا من زوال الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا".
وأوضح الزهار أن أعمدة الأمن الإسرائيلي" المبنية على: التفوق العددي وشن الحروب الخاطفة المتكررة بهدف إضعاف العرب، والحفاظ على ما يسمى "الدولة الآمنة" من خلال الاستنجاد بدولة قوية واستخدام أحدث وأقوى الأسلحة إلى جانب الدعم الدولي بعد الاستجداء والتوسل السياسي".
وأشار إلى أن المتضرر الأول من الاحتلال هو: "الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري ثم الإيراني"، وكل من يقول: لا للاحتلال.
ولفت الزهار إلى وجود ثلاثة أطراف تقف ضد الاحتلال، وهي: حركة حماس ومعها فصائل المقاومة، وسوريا ولبنان وعلى رأسها المقاومة اللبنانية.
ونوه إلى أن الأسلحة الفتاكة لدى الاحتلال اليوم يخشى استخدامها لأنها تشكل خط عليه رغم كل التفوق الذي لديهم، لعدم القدرة على التحكم بهذه الأسلحة كونها سريعة الانتشار من مكان لآخر ولتقارب المدن الفلسطينية بالمستوطنات والدول المجاورة، وموقف المجتمع الدولي في غير صالح الاحتلال لأنه أصبح يشكل عبئ عليهم بسبب جرائمه المتكررة.
وشدد على أن الأرض الآمنة التي يحلم بها الاحتلال لم تعد كذلك وأن تطور المقاومة في غزة، وعمليات المقاومة في الضفة بمثابة تكرار لعمليات المقاومة في غزة الأمر الذي يساهم في تحقيق زوال الاحتلال، وهي عمليات استنزاف لما قبل المعركة الكبرى، لما لها إثر على نفسية اليهود واقتصادهم.
وأضاف أن التداعيات الاقتصادية لفايروس كورونا، كانت مقدمة لضرب الاحتلال اقتصادياً، وأن الحرب الروسية الأوكرانية تخدم مشروع تحرير فلسطين، واغتيال شرين أبو عاقلة خنجر ضرب خاصر الاحتلال، كما أن الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية والتهجير والقتل كلها من إساءة الوجه لهذا المحتل.
دعم وتعزيز المقاومة
من جانبه قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش: "إن الاستراتيجية المطلوبة التركيز عليها اليوم هي دعم وتعزيز المقاومة لاستعادة الحق الفلسطيني، ورفض كل ما من شأنه إعطاء الشرعية لاحتلال أرضنا، وصولًا إلى تحرير الأرض الفلسطينية كاملة من دنس المحتل.
وأضاف:" يجب تفعيل كل الساحات لمواجهة الاحتلال سواء في الضفة وغزة وسوريا ولبنان والعراق، وإن "إشغال الاحتلال يضعفه، فأما البقاء دون ذلك يضعفنا".
ودعا البطش لتشكيل جبهة وطنية للمقاومة من أجل إدامة الصراع مع الاحتلال، وإعداد آليات عمل وسيناريوهات لتعزيز القدرات وتقديم ما من شأنه تعزيز ثقة الشارع العربي بالمقاومة، وبناء حلف القدس لدى قوى المقاومة.
وتابع: الاحتلال عدو للأمتين العربية والإسلامية، وبالتالي يجب عدم ادخار جهدًا لمحاربتة، داعيا إلى منهج "لضربات الثقيلة للمقامة؛ لتكوي وعي المستوطنين وتدفعهم للرحيل.
وأكد على ضرورة الاهتمام بالاستراتيجية الميدانية كفلسفة اقتحام الحدود فـ"استعادة أجزاء من الأراضي المحتلة يضعف الاحتلال الذي لا يحتمل أن تخترق حدوده أو سيطرة المقاومة على أجزاء منها، لأن ذلك يزعزع ثقة المستوطنين ويدفعهم للرحيل"، مشددًا "فنحن بحاجة إلى تبني تلك الاستراتيجيات.
وشدد على أهمية التصدي للتطبيع العربي مع الاحتلال وسحب الاعتراف (بإسرائيل) وأن القدس عربية إسلامية لا تقبل القسمة على اثنين.
وحث البطش على ضرورة التركيز على حركة المقاطعة (BDS)، والتي أظهرت شكل الاحتلال القبيح عالميًا مع التركيز على مصطلحات التطهير العرقي والتمييز العنصري واعتماده في خطابنا الإعلامي فهي اللغة التي يفهمها العالم.
استراتيجيات ثلاثة
جهته، قال عضو الأمانة العامة لحركة المجاهدين د. نائل أبو عودة: إن معركة "سيف القدس" التي أدارتها فصائل المقاومة بكل قدرة واقتدار هي "نموذجًا مصغرًا لمعركة التحرير".
وأضاف أبو عودة، خلال كلمته، أن معركة "سيف القدس" أحدثت تحولًا كبيرًا في معركة الصراع مع المحتل واستطاعت المقاومة خلالها الانتقال من الدفاع إلى الهجوم.
وثمن دور المقدسيين والمرابطين في القدس والمسجد الأقصى لصمودهم الأسطوري في باحاته المقدسة وتصديهم لقوات الاحتلال ومستوطنيه، مشيدًا بأهالي الضفة والداخل المحتل، الذين أثبتوا تمسكهم وتشبثهم بالأرض وإدامة حالة الاشتباك مع المحتل.
أبو عودة حدد ثلاث استراتيجيات لمعركة تحرير القدس وهي: السياسية والعسكرية والأمنية، وتعتمد الأولى على جمع وحشد الطاقات الوطنية ضمن برنامج مشترك للتحرير الشامل وترتيب البيت السياسي الفلسطيني لاتخاذ قرارات في صالح المقاومة، بالإضافة إلى إعطاء الأهمية للحالة التعبوية في القدس والضفة وغزة من أجل تنفيذ استراتيجية التحرير.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالحالة التعبوية للأمة ورفض أشكال التطبيع مع المحتل، وتعزيز العلاقة مع دول محور المقاومة واستغلال دور فلسطيني الخارج والشتات بما يخدم مشروع التحرير.
وحث القيادي في حركة المجاهدين على ضرورة التعبئة الأمنية لشعبنا وتماسك الجبهة الداخلية إلى جانب حصر الفريق المساوم والذي يسير بركب قوى الاستكبار الظالم، وتجريم التنسيق الأمني والعاملين فيه.
ورأى أبو عودة أن معيقات التحرير تتمثل في عدم ترتيب البيت السياسي الفلسطيني على أسس وطنية سليمة، والتنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال إلى جانب التطبيع العربي مع الاحتلال بالإضافة إلى الحصار المفروض على دول محور المقاومة.
من جهته أضاف الإعلامي أحمد الشقاقي أنه على المقاومة ان تدرك أنها ليس مكون من المكونات الفلسطينية، وتتعامل على انها قائدة للكل الفلسطيني وتقود الشعب نحو الحرية والتحرير والخلاص من الاحتلال.