سياسيون: عمليات المقاومة بالضفة أفشلت الخطط الأمريكية لوأد الانتفاضة
أكد ساسة وقادة فصائل أن المبادرات الأمريكية الرامية لوأد انتفاضة الشعب الفلسطيني "لن تنجح" بفعل تصاعد وتيرة المقاومة والحاضنة الشعبية التي تلتف حولها، وفشل اجتماع العقبة الأمني، وأن نتائجه حماية لأمن الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في ورشة عمل نظمها "مركز الدراسات السياسية والتنموية" بغزة، بعنوان "المبادرات الأمريكية لوأد الانتفاضة في الضفة.. هل تنجح؟"، بمشاركة ممثلين عن فصائل ومحللين سياسيين.
مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية مفيد أبو شمالة، أوضح إن الخطة الأمريكية المطروحة في لقاء العقبة "تهدف أساسًا إلى وأد الانتفاضة والمقاومة المسلحة في الضفة الغربية"، واصفًا اللقاء بـ"الأمني بامتياز".
وأضاف أبو شمالة أن انعقاد لقاء العقبة جاء في هذا التوقيت ضمن مؤامرة تستهدف النيل من مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الجاثم على أرضه. واتهم السلطة بأنها تمارس دورًا سلبيًا ضد الشعب الفلسطيني عبر مساعيها الرامية لوأد المقاومة في الضفة إلى جانب تقديم الخدمات المجانية للاحتلال.
واستنكر المتحدثون مشاركة السلطة في لقاء العقبة، واستمرار تمسكها بالتنسيق الأمني الذي يقدم "خدمة مجانية" للاحتلال الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني، مطالبين إياها بالتراجع عن هذا النهج ووضع برنامج يقوم على مقاومة الاحتلال.
مؤامرات أمريكية
المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حازم قاسم، قال إن" ما تُسميه الإدارة الأمريكية "مبادرات" تُطلقها بين الفينة والأخرى بشأن القضية الفلسطينية، هي مؤامرات للنيل منها ومن المقاومة، معبرًا عن أسفه لمشاركة السلطة في لقاء العقبة".
وأوضح قاسم أن الولايات المتحدة لديها جملة من المصالح تسعى لتحقيقها في منطقة الشرق الأوسط، وأبرزها استمرار وجودها وهيمنتها ومنع أي دولة من توسيع نفوذها عبر محاصرتها كما يحدث مع إيران.
وشدد على أن "الإدارات الأمريكية المتعاقبة لديها إستراتيجية واضحة قائمة على تحقيق المصالح والحفاظ على أمن الاحتلال بالدرجة الأولى"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر دفع الفصائل الفلسطينية لرفض لقاء العقبة.
واستبعد نجاح المؤامرات الأمريكية لوقف المقاومة المتصاعدة المتسعة في الضفة والقدس وقطاع غزة والداخل المحتل، ولا سيما بعد القواعد الجديدة التي فرضتها في التعامل مع الاحتلال.
وبحسب قاسم، فإن ما يُشجع الولايات المتحدة على هذه المبادرات الرامية لإنهاء المقاومة هو استجابة السلطة في رام الله لها التي هي بالأساس تُمثل خدمة للاحتلال.
وجدد التأكيد أن "هذه المبادرات لن تنجح لأن الشعب الفلسطيني يقاتل الاحتلال منذ أكثر من 70 عامًا، وقبل ذلك أيضًا، وهو حي لن يتنازل عن حقه في استرداد الأرض والمقدسات الإسلامية".
وبيّن أن مشاركة الشباب الثائر بقوة في الضفة الغربية، أدى إلى تصاعد وتيرة المقاومة وتمددها إلى مناطق جديدة.
ولفت إلى أن حكومة المستوطنين الفاشية بتركيبتها الحالية لن تفتح المجال أمام شيء سوى المزيد من الاستيطان والدخول في معارك بكل الساحات.
مرحلة خطيرة
بدوره، وصف المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق عز الدين، لقاء العقبة بأنه أمني وجاء ليكمل الخطط الأمنية السابقة التي وضعتها الإدارة الأمريكية مع الاحتلال، لتنفيذها من جانب السلطة.
وقال عز الدين إن "كل هذه الاتفاقيات والمؤتمرات تصب في دائرة التنسيق الأمني وخدمة الاحتلال"، مضيفًا أن لقاء العقبة "فشل فشلًا ذريعًا بضربات المقاومة التي نفذها الفلسطينيون في حوارة وأريحا في الأيام الفائتة.
وأضاف أن ما حصل في العقبة هو اتفاق أمني لتطوير أجهزة أمن السلطة لقمع المقاومة، لافتًا النظر إلى أن السلطة "تغرق أكثر في مستنقع التورط مع الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني".
وبحسب عز الدين، فإن هذه الأطروحات والأفكار لا تنطلي على الشعب الفلسطيني الذي بات يدرك أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد للخلاص من الاحتلال، منبهًا في الوقت ذاته إلى أن شعبنا "وقواه الحية" يتعرضون "لمؤامرة عظمى تقودها الولايات المتحدة بمباركة دول التطبيع والسلطة لوأد الانتفاضة".
وتابع: "نحن أمام مرحلة خطيرة وحساسة خاصة مع قرب دخول شهر رمضان المبارك، الذي قد تتدحرج فيه الأوضاع وتندلع مواجهات عنيفة مع الاحتلال".
وأوضح أن الشعب الفلسطيني قادر على إفشال كل المؤامرات لأنه صاحب الحق، مشددًا على أن "السلطة لم تعد فلسطينية بل هي أجهزة أمنية أداة في يد الاحتلال"، بحسب تعبيره.
انعدام الأفق السياسي
الكاتب والمحلل السياسي من الضفة الغربية جمعة تايه، أكد أنه "منذ توقيع اتفاقية أوسلو إلى الآن والشعب الفلسطيني يدرك جرائم الاحتلال وتغوّله في الدم الفلسطيني والأرض".
وأوضح تايه في مداخله له أنه منذ توقيع أوسلو (عام 1993) والعالم لم يستجبْ للقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن التي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني".
وبيّن أنه في ظل الأجواء السياسية العقيمة وتوقف المفاوضات واستمرار جرائم الاحتلال لم يتبقَ أفق سياسي، الأمر الذي أدى إلى تمرد الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، لافتًا إلى أن السلطة ما تزال تراهن على التفاهمات التي عقدتها مع الاحتلال بالرغم من تنصل الأخير منها.
وشدد على أن "الضفة تسير على طريق الثورة والانتفاضة المسلحة بالرغم من كل أساليب القمع التي استخدمها الاحتلال"، والمقاومة أصبحت تتعزز وتتجذر في عقول الشعب الفلسطيني.