إليكم لماذا لا تستطيع (إسرائيل) القضاء على برنامج إيران النووي.
ترجمة خاصة -مركز الدراسات السياسية والتنموية
احتدمت في الأسابيع الأخيرة تصريحات مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين حول ضرورة الاستعداد لضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، حيث هناك حاجة واضحة لإسرائيل لردع إيران ووقف تقدمها النووي.
يعتمد البرنامج الإيراني على منشأتي تخصيب لا مركزيتين ومحميتين بدرجة عالية حتى لو تم تدمير المواقع النووية الإيرانية، فإن المعرفة النووية المحلية ستمكن العلماء الإيرانيين من إعادة بناء البرنامج النووي بسرعة.
إيران ووكلائها الإقليميين سيردون على أي هجوم على إيران ورد له عواقب وخيمة على دولة إسرائيل، خاصة أن جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، حسنت قدراتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة
على عكس الهجمات الإسرائيلية السابقة على المنشآت النووية العراقية والسورية، فإن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية لا يتعلق فقط بالقدرة على ضرب المواقع شديدة التحصين واستيعاب رد إيراني لمرة واحدة.
من الخطأ الافتراض أن إيران ستعتمد سياسة الإنكار في حال استهداف برامجها النووي، وكأن شيئاً لم يكن خاصة بعد انتخاب إبراهيم رئيسي الذي أعرب بالفعل عن الرغبة في الرد على الأعمال الإسرائيلية.
بعبارة أخرى، يقامر السياسيون الإسرائيليون بتوجيه ضربة عسكرية من شأنها، على أكثر تقدير، أن تؤخر برنامج إيران النووي - وقد تسرع من تعزيز القوة النووية الإيرانية بشكل أكبر ودون إشراف وقيود دولية.
يجب أن يبقى الخيار العسكري في حال تقرر إيران رسمياً تطوير قنبلة نووية. ووفقًا للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية فإن مثل هذا السيناريو ليس مطروحًا على القيادة الإيرانية.
يقول الكاتب انه يتوجب على إسرائيل أن تقود المعركة ضد إيران من الخلف. أي، دع المجتمع الدولي يقود الحملة لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية وبقاء برنامج إيران النووي مدنيًا بطبيعته.
الخلاصة
حتى لو تم تنفيذ هجوم ناجح على المواقع النووية الإيرانية فلن يحل المشكلة. في أحسن الأحوال، ستؤخر الضربة أو تدفع إيران إلى إعادة بناء البرنامج وبشرعية دولية.
في أسوأ الأحوال، يمكن أن تؤدي الضربة إلى تصعيد حاد قد يكون ثمنه، بالنظر للقدرات العسكرية التي يملكها وكلاء إيران، غير محتمل.
أخيرًا، من الخطأ أن تعتقد إسرائيل أنها ستحظى بدعم دولي لمثل هذا الإجراء. يُقر العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة - من خلال خطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 - بأنه يمكن لإيران تخصيب اليورانيوم على أراضيها طالما يتم مراقبته من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولأغراض سلمية لذلك، لم يعد النهج الإسرائيلي المتمثل في "عدم التخصيب بالمطلق" واقعيًا.
إن نتائج هجوم إسرائيلي على إيران قد يجبر الولايات المتحدة على إعادة مراجعة خططها لتقليص وجودها العسكري في الشرق الأوسط.
من الضروري الاعتراف بحقيقة أنه لا يوجد حل سحري لبرنامج إيران النووي، لا سيما من خلال هجوم كان من الممكن أن يكون مناسباً قبل عقد من الزمن، عندما كان البرنامج أقل تقدمًا.
بالنسبة لإسرائيل، لا توجد خيارات جيدة، فقط الخيارات السيئة. نتج ذلك عن تبني سياسة فاشلة تجاه إيران تبنتها حكومة بنيامين نتنياهو وإدارة دونالد ترامب تحت ذرائع كاذبة.
نتيجة ذلك، نفذت إسرائيل تلك السياسة وخطوات أخرى -على سبيل المثال، تخريب المنشآت النووية واغتيال العلماءـ الأمر الذي دفع إيران فقط للمضي قدمًا في خططها بمعدل أسرع بدلاً من تأخير برنامجها النووي.