الشتات الفلسطيني شريك حيوي في دعم غزة خلال العدوان: ورقة جديدة تكشف الأدوار والتحركات

مركز الدراسات السياسية والتنموية
كشفت ورقة تقدير موقف جديدة صادرة عن مركز الدراسات السياسية والتنموية أن الجاليات الفلسطينية في الخارج لعبت دورًا مركزيًا ومؤثرًا في دعم غزة سياسيًا، إعلاميًا، وإنسانيًا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على القطاع في أكتوبر 2023.
ويؤكد التقدير، الذي يحمل عنوان "الشتات الفلسطيني ودوره في دعم غزة أثناء العدوان 2023–2025"، أن الشتات الفلسطيني—الذي يقدّر عدده بـ7.4 مليون فلسطيني في الخارج—أثبت قدرة لافتة على حشد الموارد، وتعبئة الرأي العام، والتأثير في دوائر صنع القرار في الدول المضيفة.
احتجاجات، تمويل رقمي، وضغط إعلامي
رصد التقدير تنظيم الجاليات لأكثر من 7,000 مظاهرة مؤيدة لفلسطين في 75 دولة خلال أسابيع قليلة، وقيادتها لحملات تمويل رقمي جمعت ملايين الدولارات لتوفير مساعدات طبية وإغاثية عاجلة. كما نجح الناشطون الفلسطينيون في الخارج في إطلاق حملات وسم (#GazaUnderAttack) تجاوزت تفاعلاتها 50 مليونًا، ما أجبر مؤسسات إعلامية دولية على مراجعة تغطياتها المنحازة.
ولفت المركز إلى أن منظمات الشتات – من بينها PCRF وPalestine Diaspora Movement – موّلت آلاف العمليات الجراحية والإغاثات الطارئة، فيما شهدت بعض المبادرات استهدافًا مباشرًا، مثل قصف سفينة “Conscience” قرب مالطا.
فجوات تنظيمية وتوصيات استراتيجية
رغم هذا الزخم، يحذر التقدير من تحديات تنظيمية تعيق فعالية الشتات، على رأسها غياب استراتيجية موحدة، والانقسامات السياسية، وتشتت المرجعيات التمثيلية. كما يشير إلى فتور العلاقة بين الجاليات والسفارات الفلسطينية، ما يضعف التنسيق في أوقات الأزمات.
وأوصى التقدير بضرورة إنشاء مجلس تمثيلي موحد للشتات، وتطوير منصة تمويل رقمية مركزية، إلى جانب برامج تدريبية لإدارة الأزمات الإعلامية والقانونية، بما يضمن استدامة دور الشتات وتعظيم تأثيره في خدمة القضية الوطنية الفلسطينية.
صمود غزة لا يكتمل دون شراكة الشتات
يُختتم التقدير بالتأكيد على أن الشتات الفلسطيني لم يعد جمهورًا متفرجًا، بل بات عنصرًا محوريًا في معركة البقاء والصمود، وصوتًا فاعلًا في التأثير على الرأي العام العالمي، في ظل واحدة من أكثر المراحل التاريخية خطورة وتعقيدًا في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.