الجماعات الدينية اليهودية الداعمة لاقتحامات المسجد الأقصى وتنظيم مسيرات الأعلام
- مقدمة
في ظل الاستفزازات الصهيونية المستمرة بحق القدس والمسجد الأقصى، ومخططات التقسيم الزماني والمكاني، والاقتحامات المتواصلة لباحاته، والإعلان صراحة عن الرغبة في هدم قبة الصخرة المشرفة، رصد مركز الدراسات السياسية والتنموية أهم الجهات والحركات اليهودية التي دفعت في الماضي والحاضر عجلة التصعيد في الأقصى على حساب الحق الإسلامي والفلسطيني، ضاربة بعرض الحائط الوقائع التاريخية والقرارات الدولية والاتفاقات الثنائية الخاصة بتثبيت الوضع الخاص والاستثنائي للمسجد.
تكشف هذه الورقة أن سمة التطرف هي الغالبة على المجتمع الصهيوني، ويظهر ذلك جليًا باتساع دائرة المنظمات المتطرفة من حيث العدد والنفوذ فيه، فبلغت أكثر من ٦٣، وأصبحت تحدد السياسات العامة في دولة الاحتلال تجاه أصحاب الأرض الفلسطينيين؛ بهدف طردهم، والنيل من صمودهم عن طريق اتباع كافة السبل التي تهدد حياتهم وممتلكاتهم ومقدساتهم؛ بدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية، وحتى التشريعية في دولة الاحتلال، التي أطلقت أيدي هذه الجماعات لتعيث فسادًا في المعالم المقدسة بغية تهويدها، أو إزالتها، وخلق واقع يحرم الفلسطينيين منها.
هذا استعراض لأهم وأبرز هذه المنظمات والحركات والجماعات اليهودية التي تستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى، مع العلم أن جميع هذه المنظمات المشاركة في اقتحامات الأقصى تنطلق من فكرة أساسية ومحورية وهي الإيمان بـ"أساطير تلمودية" وادعاءات صهيونية لبناء ما يسمى بـ"الهيكل الثالث"؛ بزعم أنه تم تدميره مرتين: أولاهما إبان "السبي البابلي" ليهود فلسطين عام 586 ق. م؛ والمرة الثانية عام 70 م، إبان "السبي الروماني" ليهود فلسطين، وبعض الجماعات الواردة أدناه لم يعد لها وجود فعلي على الأرض.
1. إحياء الهيكل: من أكثر الجماعات تطرفًا، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة، وتمثل الإطار العام لمعظم المنظمات المعنية بما يدعونه "جبل الهيكل"، ويتزعمها الحاخام "هليل وايز".
2. حراس الهيكل: وتضم عدة منظمات، وهي:
- معهد الهيكل: تأسست عام 1983 على يد الحاخامات "يسرائيل أريئيل، موشي نيمان، مايكل بن حورين" في الحي اليهودي بالقدس، ويؤمن قادتها بأن "بناء الهيكل" لن يتم عن طريق المعجزات، بل بمبادرات عملية فعالة، وتتلقى المنظمة دعمًا من الحكومة الإسرائيلية وبعض المنظمات الصهيونية القومية؛ والجماعات المسيحية الأصولية؛ واشتهر حاخاماتها بفتاويهم المبررة لتدمير ممتلكات العرب، وإبادتهم، وتصفية وجودهم في فلسطين المحتلة في الثمانينيات.
- الحركة من أجل إنشاء الهيكل: يرأسها الحاخام "يوسف البويم"، وتزعم أن الهدف الحقيقي لإنشائها هو تهويد المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وتصدر منشورات تحريضية في أوقات الأعياد اليهودية، لاسيما المرتبطة بـ"الهيكل"، مثل ذكرى "خراب الهيكل" المزعوم يوم 9 أغسطس، وتنظم دوريًّا مسيرات وزيارات لأتباعها إلى الأقصى.
- "مدرسة الفكرة اليهودية": مدرسة دينية أسسها عدد من الأعضاء السابقين في حركة "كاخ" المتطرفة، وتقع قرب الحي الإسلامي بالقدس، ودورها ينحصر بتخريج جيل من اليهود المتدينين الواعي بأهمية ما يصفونه بـ"جبل الهيكل"، وحق اليهود فيه، وتحصل على دعم مالي من بعض الأحزاب اليمينية الإسرائيلية المتطرفة.
3. "شوفوبانيم": إحدى جماعات المستوطنين الداعية للاستيلاء على الأراضي العربية، ونشأت إبان تصاعد مصادرة الأراضي الفلسطينية وحمى الاستيطان الصهيوني عام 1984، ولعبت دورا بارزا في إلحاق الأذى الشديد بأملاك الفلسطينيين.
4. "مواطنون من أجل يهودا والسامرة وغزة" "ييشع": أسسها عام 1985 "الياكيم يعتسيني" وهو محامٍ من غلاة القوميين من مستوطني "كريات أربع"، ومن أشد المستوطنين تطرفًا، ويكمن نشاطها في تعبئة المعارضة السياسية لاستباق أية تسوية بين الصهاينة والفلسطينيين.
5. كاخ (عصبة الدفاع اليهودية): من أشهر الجماعات اليهودية المعنية بهدم الأقصى، تأسست 1972 على يد الحاخام اليهودي الأمريكي "مائير كاهانا"، وتبنت أفكارا نازية تتوعد العرب، وتدعو لطردهم، وتمارس ضدهم أقسى أشكال القهر والتمييز العنصري والإرهاب، مركزها في مستوطنة "كريات أربع" بالخليل، وتتألف قيادتها من "باروخ مرزيل ونوعام قدرمان وتيران بولاك"، وقد وصف مرزيل القاتل باروخ جولدشتاين منفذ مجزرة الحرم الابراهيمي 1994 بأنه "ليس مجنونًا، بل رجل عظيم وصدّيق".
6. "كاهانا حي": تنظيم صغير نسبيّ، أنشئت بعد قتل الحاخام مائير كاهانا في نيويورك، ويتولى رئاستها نجله (بنيامين)؛ أنشأها بعد انشقاقه على حركة "كاخ"، رغم قيامه بنفس النشاطات الإرهابية العلنية والسرية، ويساعده دافيد أكسلرود، يهودي متعصب ولد في أمريكا، ثم هاجر لفلسطين المحتلة عام 1980؛ ويعد من غلاة المتعصبين الداعين لتدمير المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم في موقعه.
7. "التنظيم اليهودي المقاتل" "آيال": تأسس في 1992، ويؤمن كباقي جماعات الإرهاب الأصولي اليهودي بقدسية (أرض إسرائيل الكاملة)، وتكفير من يجرؤ على التنازل عما تعتبره حقًّا توارتيًّا لا رجعة فيه، وتعتبره مرتدًا وجب قتله، ويعتبر يغآل عامير قاتل رابين من عناصره.
8. "أبناء يهودا": جماعة من اليهود المتطرفين غريبي الأطوار، ولهم عادات غيبية الرؤى، وتستوجب المشي ووجوههم دائمًا في اتجاه الشمس أيًّا كان موقعها من السماء، واختارت خرائب قرية لفتا العربية في المشارف الغربية لمدينة القدس للاعتكاف بها نظرًا لتوفر الينابيع هناك، وتقوم بممارسة طقوس الطهارة فيها، ويعتبر أعضاؤها أنفسهم رسل السيد المسيح، عليه السلام.
9. "إسرائيل الفتاة": بزعامة الحاخام "لخمان كاهانا"، يتركز نفوذها في حي "طريق باب الواد" بالقدس المحتلة، وأثارت صداما دمويًا مع المقدسيين في 1983، عندما نظمت مسيرة لإدخال التوراة إلى "كنيس كوليل جورجيا" في احتفال ديني يمرون خلاله بجوار حائط البراق، وشن عناصرها سلسلة اعتداءات عنيفة ضد الفلسطينيين في المواقع الإسلامية، وتنظم رحلات استفزازية لزيارة الأماكن الإسلامية المقدسة، وتوزع بطاقات بريدية تحمل صورة (الهيكل الثالث) في موقع المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
10. "إعادة التاج لما كان عليه": يتزعمها الحاخام "يسرائيل فويختونفر" الذي يحرك مجموعة عنيفة من المتعصبين، ويخططون للاستيلاء على بيوت ومبان عدة في القدس، بدعوى أنها كانت يومًا ملكًا لليهود.
11. "بناء الهيكل": من الجماعات الدينية التي تتولى الجوانب العملية لتنفيذ ما يسمى بـ"استعادة الشعائر" وغيرها من الممارسات المتعلقة بـ"الهيكل"، ويرأسها الحاخام "ديفيد إلباوم".
12. الكهنة "مشمورت هكوهنيم": تضم أشخاصا يزعمون أنهم من نسل الكهنة، الوحيدون المسموح لهم بالخدمة في الهيكل، ودخول قدس الأقداس، ويعين في كل لواء رئيس للسدنة مسؤولا عن قيادة السدنة في المنطقة، وفحص ما إذا كانوا مستعدين للعمل إذا صدر الأمر.
13. "أمناء الهيكل": تأسست عام 1982، وهي المنظمة الأقدم التي نشطت في اقتحامات الأقصى وملف الهيكل المزعوم، ويعتبر مؤسسوها من قدامى عصابتي "إيتسل وليحي"، ونشطاء "أرض إسرائيل الكبرى"، رفعت شعار "جبل الهيكل هو المركز القومي والديني للشعب وأرض إسرائيل"، ويقع مقرّها الرئيسي في القدس المحتلة، ولها فرع في الولايات المتحدة، ويقوم مسيحيون صهاينة من كاليفورنيا بدعمها ماليًا، واشتهرت منذ انطلاقها باقتحامات المسجد الأقصى فرديا وجماعيا بأعداد قليلة؛ وتنظيم فعالية "حجر الأساس" للهيكل المزعوم؛ وتخطط وتدعو لوضع حجر داخل الأقصى كخطوة رمزية للبدء ببناء الهيكل؛ لكنها فشلت، ومنعت من ذلك؛ وكانت تعوّضه بتنظيم مسيرة حول القدس القديمة، وأشهر هذه المحاولات وضع "حجر الأساس" عام 1990، مما تسبب في مجزرة الأقصى، وينظم أتباعها مسيرات ومظاهرات محدودة العدد سنويًا عند مدخل ساحة المغاربة، يدعون فيها لاقتحام الأقصى، وإقامة الصلوات فيه.
14. التاج الكهنوتي": منظمة تعود جذورها للحاخام "أبراهام يتسحاق كول"، ويؤمن أتباعها بأنهم طلائع الحركة التي ستبدأ المسيرة في "الهيكل"، ولديها خططًا هندسية جديدة لإنشائه؛ وقد امتنعوا عن الذهاب للمسجد الأقصى الذي يسمونه "جبل الهيكل" حتى تصدر فتوى لليهود بالصلاة عنده، وقد صدرت عام 1985.
15. "الاستيلاء على الأقصى": أعضاؤها يدعون علنًا لهدمه، وطرد جميع المسلمين مما يسمونه "أرض إسرائيل"، وتهويد الخليل، والاستيلاء على المسجد الإبراهيمي الذي أطلقوا عليه اسم "كنيس ماكفير"، ومن أبرز رموزها: يسرائيل أرييل، والحاخام كورن الذي يعد المرشد الروحي لعدد من اليهود الذين اعتدوا على الأقصى عام 1986.
16. "غوش أمونيم": تعني "كتلة الإيمان"، أسسها الحاخام المتطرف موشي ليفنجر في 1974، وتنادي بفرض السيادة الإسرائيلية على جميع الأراضي الفلسطينية، وأهمها القدس؛ ويعد هدم الأقصى أحد أهدافها الرئيسية، وتضم عددًا من أشهر الحاخامات، وتمزج الإيمان بالأعمال ذات الطابع السياسي، وترفع شعار "يهودية الدولة والاستيطان في كل أرجاء إسرائيل"، وتدعو لطرد العرب من فلسطين بالقوة، وتحظى عبر تاريخها بدعم حكومي والتيارات الحزبية.
17. "إلى البدء": تنصب أنشطتها على بناء "الهيكل" المزعوم بالجهود البشرية التي لا تعتمد على ما يعرف بـ"قيامة المسيح" أو المخلص؛ الذي يجب أن يأتي وفقا لمعتقداتهم "بقرار إلهي، وليس بفعل البشر، ولن يأتي إلا بهدم الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم".
18. نساء من أجل الهيكل: تأسست عام 2001 برئاسة "ميخائيل أفيعيزر"، عملت عند انطلاقها على جمع الحلي الذهبية والأحجار الكريمة استعدادا لبناء "الهيكل المزعوم"؛ وتحفظ في "معهد الهيكل"، ومنذ 2010 نشطت في اقتحامات الأقصى بمشاركة الأطفال، ويبرز نشاطها بتشجيع العرائس اليهودية لاقتحامه في يوم أو ليلة الزفاف، كجزء من شعائر الزواج اليهودية، وتعمل على رفع مستوى الاهتمام النسوي في "جبل الهيكل" وتشجيع الاقتحامات، عبر برنامج اقتحام شهري محدد؛ وتنظم المحاضرات والحلقات النسوية البيتية وتنشر الفتاوى النسائية المتعلقة باقتحامه.
19. "حراس المكبر": تتخذ من المستوطنين القوميين قاعدة شعبية لها للدعوة لهدم الأقصى وبناء "الهيكل" المزعوم.
20. "ما زال على قيد الحياة": تتخذ من المستوطنين القوميين قاعدة شعبية لها للدعوة لهدم الأقصى، وبناء "الهيكل" المزعوم؛ وأدينت عام 1984 بالتخطيط لنسف الأقصى.
21. "هتحيا" (النهضة): من الحركات اليمينية القومية ذات التوجهات الدينية، ومن أكثر الحركات تطرفًا وعنصرية؛ ويعود ظهورها إلى 1979؛ وهي معنية بالسيطرة على منطقة المسجد الأقصى؛ لأنه يحقق لإسرائيل السيادة والقوة، بحسب بزعمها، ومن أهم مبادئها: إقامة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
22. "الحشمونيم": من أخطر المجموعات القومية المتطرفة تربصًا بالأقصى؛ معظم أعضائها أنهوا الخدمة العسكرية في الجيش، وتهدف للسيطرة على بيت المقدس بالقوة، وأعضاؤها متمردون على سياسة "خطوة خطوة" المتبعة من الحكومة والجمعيات اليهودية الأخرى؛ وحاولت تفجير قبة الصخرة في يوليو 1982.
23. "تسوميت" "مفترق الطرق": أنشأها "رفائيل إيتان" رئيس أركان الجيش الأسبق في 1983، وتسعى للتركيز على الصهيونية مذهبًا؛ لاعتقادها أنها المعنية بإعادة المجد إلى أرض صهيون، وتصر على بقاء القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل تحت سيادتها، وترفض الانسحاب من الضفة، وتدعو لتكثيف الاستيطان فيها.
24. "لفتا" اليهودية: لها توجهات قومية متطرفة؛ ولديها إمكانيات عسكرية كبيرة، وحاول أفرادها مرات عدة أن ينسفوا المسجد الأقصى وقبة الصخرة بالمتفجرات؛ إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل.
25. "سيوري تسيون": رابطة تطوعية تعمل بإشراف المدرسة الدينية "غليتستا"، وتتلقى دعما من وزارة المعارف وبلدية القدس والجيش، وتهدف لتعميق الوعي إزاء الهيكل المزعوم والقدس لدى اليهود عامة؛ والجيش خاصة.
26. "هيكل القدس": أسسها "ستانلي جولدفوت" المنشق عن جماعة (أمناء الهيكل). تضم في هيئتها الإدارية 5 مسيحيين إنجيليين، منهم الفيزيائي الأمريكي "لاجرت دولفين"، الذي حاول مع جولد فوت التحليق فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة لتصويرها بأشعة "أكس" بواسطة جهاز الاستقطاب المغناطيسي، الذي ابتكره دولفين لتصوير باطن الأرض؛ ليثبت للعالم أن الأقصى مقام في موضع الهيكل.
27. "إل هار هاشيم" أي "إلى جبل الله": مجموعة تعمل من أجل إقامة الهيكل الثالث المزعوم.
28. "حي فاكيام" (الحي القيوم): لا يعرف تاريخ ظهورها، ويعيش معظم أعضائها، وهم بالمئات، في مستوطنة "غوش عتصيون"، من ضباط الوحدات المختارة، ومن زعمائها "يهودا عتصيون" عضو التنظيم السري اليهودي، الذي وضع خطة لتفجير المسجد الأقصى أوائل الثمانينيات، كما خططت الحركة عدة مرات لنسفه.
29. إقامة الهيكل "هتنوعا هلكينون همقداش": تأسست عام 1991 ويرأسها الحاخام الحريدي يوسف البويم، ولها باع طويل في اقتحامات الأقصى؛ وتنشر وسط أتباعها أن الهدف الحقيقي من إنشائها تهويد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وتصدر منشورات تحريضية في فترات الأعياد اليهودية المرتبطة بـ"الهيكل"، مثل ذكرى "خراب الهيكل"، وأسست صندوق "خزينة الهيكل المقدس".
30. عطيرت كوهانيم "تاج الكهنة": تأسست عام 1978 إثر سلسلة مناقشات ودراسات حول "هيكل سليمان"، وتعد أتباعها لدراسة الطقوس الكهنوتية التلمودية المتبعة في هيكل سليمان؛ وقامت إستراتيجيتها على بناء ثقافة أيديولوجية للتضييق على المقدسيين حول الأقصى؛ لترك منازلهم وبيعها، للسيطرة على محيطه وتهويده، واتباع برنامج تربوي يجعل إقامة الهيكل بدل الأقصى فريضة شرعية،
31. بيتار (منظمة الشباب التصحيحيين): تأسست في 1923 ولها فروع حول العالم، تهتم بإقامة الصلوات اليهودية في ساحة الأقصى.
32. "قيادة يهودية": الذراع السياسي الفعلي لمنظمات وجماعات ونشاطات الهيكل المزعوم، ويتزعمها "موشيه فيجلين"، وقدمت برنامجًا مرفقًا بالخرائط للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، ورفعته للكنيست ولجانها.
33. إلى جبل حامور: سجلت كجمعية عام 1988، وتهدف للمبادرة وتشجيع فعاليات تقوي ترابط اليهود مع "جبل الهيكل" بحسب الشريعة اليهودية، للإسراع في بناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى، بتنظيم حملات متكررة لتوجيه اليهود لاقتحامه، وتعقد دورات لطلاب المدارس الدينية لهذا الغرض، وفي سنة 2000 أقامت ميلشيا باسم "حراس الهيكل" عند بنائه، وينظمون مسيرة الأبواب الليلية على رأس كل شهر عبري حول وبمحاذاة أبواب الأقصى، تَرفَع فيها شعارات وأغاني وأهازيج تمجد هدم الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم.
34. صندوق أرض إسرائيل: منظمةٌ استيطانيةٌ متطرفةٌ حرضت على هدم مسجد "محمد الفاتح" المطل على الأقصى، المسمى "مسجد رأس العمود"، قرب "المقبرة اليهودية"؛ بحجة تنفيذ أهالي الحي أعمال ترميمٍ "غير قانونية".
35. جمعية إلعاد: تأسست في 1986، وهي ذراع ضخم وفعّال للسياسات الإسرائيلية الاستيطانية والتهويدية في القدس، وميدان نشاطها المركزي في حي وادي حلوة أحد أحياء بلدة سلوان، ويبعد عن سور البلدة القديمة والأقصى جنوبًا 30 مترًا فقط، وتُسيطر على العقارات الفلسطينية فيه، وتحوّلها إلى بؤر استيطانية، وتعتبر إحدى الحركات العاملة على تهويد مدينة القدس سعيًا لإقامة الهيكل الثالث.
36. "إم ترتسو": تأسست في 2006، زعيمها رونين شوفال، وأنشأت مجموعة "طلاب لأجل الهيكل"، وتتواجد في الأقصى بشكل شبه يومي، وبأساليب وبرامج تهويدية متنوعة، ومنها برنامج تحت عنوان "سننهي الفصل الدراسي في جبل الهيكل".
37. "عطيرا اليوشنا": من أخطر المؤسسات والحركات الاستيطانية العاملة داخل أسوار القدس، أنشئت عام 1979 واضعة نصب عينيها هدف استرجاع وبعث وتجديد الاستيطان اليهودي في أحياء القدس القديمة، ونشطت في الاستيلاء واستملاك العقارات والأبنية داخل أحيائها، ونقل المستوطنين إليها.
38. شباب إسرائيل: تسعى للسيطرة على العقارات والممتلكات في الأحياء الإسلامية في القدس القديمة، ببيع بطاقات بريدية تحمل صورة لموقع الأقصى، وطبعت فوقه صورة للهيكل المزعوم، يقوم أفرادها بمسيرات بين فترة وأخرى داخل الأقصى.
39. طلاب لأجل المعبد: تنشر أفكار الهيكل بين الطلاب اليهود لحشد الدعم لإعادة بنائه، ولا يقتصر عملها على المتدينين فقط، بل مختلف فئات الطلاب من العلمانيين والمتدينين والقوميين، ودعوتهم للمشاركة في اقتحام الأقصى.
40. المبادرة من أجل الحرية اليهودية في جبل الهيكل(هليبا): جديدة العهد نسبيًا، أسسها الحاخام الليكودي "يهودا غليك" عام 2013، وتسعى لوضع "ترتيبات كاملة لحقوق اليهود في جبل الهيكل"، بشكل رسمي وأزمنة محددة؛ وإفساح المجال لليهود بإقامة الصلوات اليهودية والشعائر التلمودية بشكل علني ورسمي في الأقصى، من خلال برامج توعية ومحاضرات تحريضية، وتعتمد المسار القضائي لتحقيق أهدافها، والمساهمة في تمويل السفريات المنظمة للمشاركة في علميات الاقتحامات.
41. صندوق تراث جبل الهيكل: من أهدافها الرئيسية تقوية الترابط بين الشعب الإسرائيلي وجبل الهيكل، ومركزيته ومحوريته، وتشجيع اقتحام الأقصى بحسب الشريعة اليهودية، ومن وسائلها الاقتحامات الفعلية، وعقد نشاط تعليمي تثقيفي شامل، وجولات تعليمية للتعرف على "جبل الهيكل".
42. صندوق جبل الهيكل: يهودية مسيحية صهيونية تسعى علانية لتهويد الأقصى، تأسست عام 1983، والقدس مركزها الرئيسي، وهدفها الأساسي بناء الهيكل الثالث، وتجمع الأموال من أثرياء اليهود والمسيحيين الإنجيليين في أمريكا وكندا واستراليا؛ لشراء أكبر عدد من المنازل في البلدة القديمة، لاسيما المهجورة.
43. متطوعون من أجل تشجيع الصعود إلى جبل الهيكل (يرائيه): نشطت وظهرت عام 2015، ويقوم بتشغيل متطوعين يستقبلون ويرشدون المقتحمين للأقصى، ورصد الاقتحامات، ونشر أخبارها، وتعميم الفتاوى والشعائر المتعلقة بـ"الصعود لجبل الهيكل"، وتنظيم اقتحام دوري يقوده أحد الحاخامات، وتشارك في الإعلانات والدعوات المنشورة عن الاقتحامات، خاصة في موسم الأعياد اليهودية.
44. عائدون إلى الجبل: تأسست عام 2012، وهي نشطة جدًا في الاقتحامات وتنظيم الفعاليات، وتعمل على تنشيطها في المسجد الأقصى، وتخليصه ممن تصفهم بـ"الغرباء"، وتؤمن بضرورة إزالته وهدمه، وبناء الهيكل المزعوم مكانه؛ وافتتاح أبوابه على مدار الساعة أمام اليهود، لتأدية الصلوات اليهودية وتقديم القرابين.
- النفوذ والتأثير
شكلت هذه الجماعات كتلة متطرفة داخل اليمين الصهيوني، وهي تاريخيا تنظر لاعتبار إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى بمثابة جوهر الوجود الصهيوني على أرض فلسطين، وبحلول عام 2003، بدأ اقتحام اليهود المتطرفين للأقصى بقرار قضائي، وبدأوا يعوّلون على تحقيق التقدم بشكل تدريجي، فانطلقوا بالاقتحامات الفردية ثم الجماعية عام 2006، حتى وصل الحال الآن إلى تأدية صلوات تلمودية علنية في ساحات المسجد أثناء مسار الاقتحامات.
تضم هذه الجماعات أتباع التيار القومي الديني الذي يرى مزج الطبيعتين القومية والدينية لليهودية، وانطلاقا من ذلك نظر حاخاماتها لاعتبار إقامة الهيكل مكان الأقصى بمثابة جوهر الوجود الصهيوني على أرض فلسطين، ويعتبرون هؤلاء أن التيار القومي العلماني الذي تولى الحكومة عام 1967 أضاع الفرصة النادرة لقصف الأقصى، وإزالته بالقوة العسكرية، وتأسيس الهيكل المزعوم مكانه، ويرون في سعيهم المتنامي منذ الثمانينيات مجهودا لتعويض تلك الفرصة الضائعة لتأسيس الهيكل بشكل تدريجي، ونقل أجندة تأسيسه إلى قلب الاهتمام المجتمعي والسياسي.
اليوم تأخذ "مسيرة الأعلام" المقررة يوم الأحد 29 مايو/أيار صخبًا واهتمامًا استثنائيًا، إذ يخطط المستوطنون المتطرفون لإحياء يوم "توحيد القدس" باقتحام كبير للأقصى، وبمسيرة أعلام ضخمة، يعوضون من خلالها إخفاق مسيرة 2021 التي فرقتها صواريخ المقاومة، حيث يُعدّ يوم "توحيد القدس" "عيدًا وطنيًا" لإحياء ذكرى استكمال سيطرة الاحتلال على القدس، واحتلال الجزء الشرقي منها، خلال حرب 1967.
تعد "مسيرة رقصة الأعلام" الاحتفالية الأبرز في هذا اليوم، وتنطلق سنويًا من مكان التجمع المتفق عليه غربي القدس بعد تجمع المشاركين المقدر عددهم بثلاثين ألفا، وتمر من بابي الخليل والجديد، ثم تصل باب العامود، حيث تعترضها احتجاجات فلسطينية رغم كل الحواجز التي ينصبها الاحتلال.
من أبرز الساسة الإسرائيليين الذين يعملون على تنظيم المسيرة هذا العام عضو الكنيست عن تحالف "الصهيونية الدينية" مائير بن غفير، وهو أحد تلامذة الحاخام المتطرف مائير كهانا ورئيس حزب "عوتسما يهوديت" الكاهاني الجديد، الذي اندمج في تحالف "الصهيونية الدينية"، وأمضى في شبابه الكثير من الوقت أمام المحاكم متهما، قبل أن يصبح محاميًا، ويمثل المتطرفين اليهود اليمنيين المتهمين بارتكاب هجمات عنصرية ضد الفلسطينيين.
وهناك بتسلئيل سموتريتش، زعيم تحالف "الصهيونية المتدينة" اليميني الذي صرح بأنه سيتأكد بنفسه من عدم بقاء عرب أو مسلمين في (إسرائيل) لا يقبلون بحكم اليهود عليهم، ويتصدر بنتسي غوبشتاين زعيم منظمة "لاهافا" الدعوات لاعتبار اقتحام الأقصى بمناسبة "توحيد القدس" هو يوم البدء بهدم قبة الصخرة المشرفة، وأُرفقت دعوته هذه بتصميم يضم جرافة تنهش قبة المصلى الذهبية.
الخلاصــــــــة:
تتمتع هذه الجهات الإرهابية اليهودية بدعم مادي ومعنوي من مؤسسات رسمية وأهلية وعلامات تجارية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وبعض الدول الأوروبية، وفي شرق آسيا، ورغم تحريضها المستمر على قتل المسلمين، والفلسطينيين على وجه الخصوص، وتنفيذ ذلك على أرض الواقع، وتحريك المشاعر الإثنية، وممارسة العنصرية بأبشع صورها، وتسخير القوة الغاشمة، والابتزاز السياسي، في كثير من الأحيان، للحكومات الإسرائيلية المختلفة، واستغلال فزاعة "العداء للسامية"، وارتكاب المجازر، والجرائم الجماعية، إلا أن العالم يقف صامتًا أمام كل هذه الممارسة، ولا يصنف تلك الجماعات، ولو بنسبة 1% ضمن قوائم الإرهاب العالمية، وكان آخرها شطب جماعة كاهانا حي من قوائم الإرهاب، لتخلو القائمة من أي جماعة يهودية متطرفة.