محللون عسكريون: التعاون العسكري الإسرائيلي مع الإمارات "ثوري"
ترجمة خاصة
قال محللون عسكريون أن التعاون العسكري الإسرائيلي مع الإمارات العربية المتحدة هو تطور "ثوري" يمكن أن يحول (إسرائيل) إلى قوة إقليمية رئيسية.
تكشف صور الأقمار الصناعية في شهر سبتمبر أن الإمارات نشـرت نظــــام الدفاع الصــــاروخي الإســرائيلي "باراك 8" للتصدي لهجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، وفقًا لتقرير صادر عن موقع "تاكتيكال ريبورت" الإخباري. وأفاد التحليل، أن قاذفتين من طراز "باراك" بالإضافة إلى نظام رادار "إلتا إي أم "2084 تعملان بالقرب من قاعدة الظفرة الجوية جنوب أبو ظبي.
يمكن "لباراك 8" التصدي لصواريخ كروز وطائرات العدو والطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية. وقد تم تطويره بشكل مشترك من قبل صناعات الفضاء الإسرائيلية ومنظمة البحث والتطوير الدفاعية الهندية.
يصف د. دان شوفتان، رئيس برنامج الدراسات العليا الدولي في دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا، الانتشار بأنه "ثوري" وقال إنه يشير إلى أن البلاد قد أصبحت للمرة الأولى قوة إقليمية كاملة.
وقال شوفتان لميديا لاين: "نحن معروفون في جميع أنحاء العالم كقوة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا والابتكار". لكن الشيء الوحيد الذي فقدناه لكي نكون قوة إقليمية كاملة هو القدرة على المناورة بين القوى المختلفة في الشرق الأوسط. لفترة طويلة، كان التصور أنه ليس فقط من غير المفيد لقوى المنطقة التعاون مع (إسرائيل)، ولكن أيضًا أن هكذا تعاون قد يؤدي إلى نتائج عكسية، لأن (إسرائيل) كانت مكروهة ومعزولة للغاية في المنطقة. لقد تغير هذا الآن بطريقة جوهرية".
يُظهر تحالف (إسرائيل) المتنامي مع العديد من الدول العربية في مواجهة التهديد الإيراني أيضًا لدول خارج المنطقة أنه لم يعد من الممكن تجاهلها كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط.
يؤكد شوفتان أن هذا تطور "ثوري". إنه يُسهل على (إسرائيل) الدفاع عن نفسها لأنه قبل هذا كان لإيران حلفاء على حدود (إسرائيل)، ولم يكن لـ(إسرائيل) حلفاء على حدود إيران. هذا يتغير الآن".
وقد شهدت (إسرائيل) ارتفاعًا حادًا في الطلب على منتجاتها العسكرية في السنوات الأخيرة. في الواقع، شهد عام 2021 تسجيل رقم قياسي لمبيعات الأسلحة بلغ 11.3 مليار دولار، كان 7 % من تلك المشتريات من دول الخليج، وفقًا لأرقام وزارة الدفاع.
استخدمت (إسرائيل) نظام "باراك" لأول مرة في يوليو، عندما أسقطت طائرة مسيرة أطلقتها جماعة حزب الله المدعومة من إيران في حقل غاز كاريش قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط.
كما اعتبر محللون آخرون أنباء الانتشار في الخليج بمثابة تطور إيجابي لمكانة (إسرائيل).
"إنها أهم صفقة أبرمتها (إسرائيل) مع دولة عربية على حد علمي"، يقول الدكتور يوئيل جوزانسكي، زميل في معهد دراسات الأمن القومي وعضو سابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي". ويضيف "إنه نظام دفاع كبير للغاية به العديد من الأجزاء المتحركة".
ومن المتوقع أن تستخدم الإمارات هذه التكنولوجيا لمواجهة التهديد المتزايد من جماعات الحوثي المتمردة المدعومة من إيران في اليمن، والتي شنت عددا من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على الدولة الخليجية في وقت سابق من هذا العام.
وقال جوزانسكي: "وقفت (إسرائيل) إلى جانب الإمارات في لحظة حاسمة في وقت الحاجة". "إنه أمر مهم للغاية وأفترض أنهم سيتذكرون (إسرائيل) بشكل إيجابي من حيث أنهم ساعدوا الدولة في الدفاع عن نفسها بشكل أفضل".
على الرغم من وجود وقف لإطلاق النار في الوقت الحالي في اليمن، إلا أن القتال يمكن أن يبدأ مرة أخرى في أي لحظة، كما يشير جوزانسكي، وقد أظهر الحوثيون أنهم لا يعيرون اهتمامًا للإماراتيين أو السعوديين من خلال اطلاقهم النار متى شاءوا.
بالإضافة لذلك، يتم تصنيع جزء من نظام "باراك" في الهند، مما يسهل نقل النظام إلى دول أخرى في المنطقة بما في ذلك، ربما في المستقبل، المملكة العربية السعودية.
وقال "إنه يُظهر أن (إسرائيل) لاعب يمكنه مساعدة الدول العربية من وجهة نظر دفاعية، مثل المغرب وأماكن أخرى، لمساعدتها على مواجهة التهديدات". "إنه يعزز إلى حد كبير موقف (إسرائيل) في المنطقة".
يحتوي النظام على مكونات أرضية وبحرية، وإذا ثبت نجاحه في الإمارات العربية المتحدة، فقد يؤدي ذلك إلى رغبة دول أخرى في شرائه أيضًا.
ماذا عن أوكرانيا؟
تأتي أنباء نشر المنظومات في الإمارات في أعقاب دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ(إسرائيل) لتزويد الدولة التي مزقتها الحرب بتكنولوجيا الدفاع الجوي. وقد رفضت (إسرائيل) حتى الآن طلبات أوكرانيا المتكررة للحصول على القبة الحديدية وغيرها من التقنيات العسكرية، مشيرة إلى مخاوف من أن ينتهي الأمر بها في أيدي إيران أو روسيا.
حاولت (إسرائيل) أن تظل محايدة في الغالب بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حاجتها إلى موافقة روسيا -التي تقوم بدوريات في المجال الجوي السوري -بتنفيذ ضربات جوية ضد وكلاء الإرهاب الإيرانيين في سوريا.
ويعتقد شوفتان أن هذا الموقف من غير المرجح أن يتغير في المستقبل القريب. ويضف: "بالنسبة لـ(إسرائيل)، هناك حاجة وجودية لمحاربة إيران ومنعها من ترسيخ وجودها في سوريا". "سيصبح الأمر أكثر صعوبة بشكل كبير بالنسبة لـ(إسرائيل) للقيام بذلك إذا قرر الروس جعل الأمر أكثر صعوبة على (إسرائيل)".
بالإضافة إلى ذلك، يقول شوفتان، إن تكنولوجيا الدفاع الصاروخي الإسرائيلية ليست مناسبة للحرب في أوكرانيا بسبب الحجم الهائل للمنطقة التي تحتاج إلى الدفاع.
يضيف شوفتان: "الأدوات التي طورتها (إسرائيل) تخص مناطق صغيرة". "لا توجد أنظمة قبة حديدية كافية للدفاع عن جزء صغير من أوكرانيا. لا تملك (إسرائيل) حتى ما يكفي من المقذوفات للدفاع عن نفسها من كل التهديدات الوجودية ".
مثل شوفتان، لا يعتقد جوزانسكي أيضًا أن (إسرائيل) ستكون منفتحة على تزويد الأوكرانيين بقدرات دفاع صاروخي في أي وقت قريب.
يقول جوزانسكي: "سيكون الأمر أشبه بوضع إصبع في عين الروس، وهذا ليس ما تحتاجه (إسرائيل) وأنا ضد أمر كهذا". "سيكون خطأً فعل هذا. هناك العديد من الدول الأخرى التي لديها أنظمة دفاع جوي يمكنها مساعدة أوكرانيا".