منع "التدهور الشامل": كيف يجب أن تتصرف (إسرائيل) بعد القضاء على زعيم عرين الأسود؟
مركز الدراسات السياسية والتنموية
أظهر القضاء على زعيم عرين الأسود أنه ليس من الضروري شن عملية واسعة يمكن أن تكون بمثابة ضربة قاتلة لقوات الأمن الفلسطينية، الأمر الذي يتعارض مع مصالح (إسرائيل). كانت العملية في نابلس في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء مركزة، وقائمة على المعلومات الاستخبارية، وقصيرة، وفعالة، وهي مثال ونموذج على مسار العمل الصحيح.
من المهم الحفاظ على الاتزان، وعدم التأرجح بين الإحباط والنشوة. كانت هذه عملية مهمة وناجحة في سلسلة من العمليات، ولكن من المهم أيضًا مراعاة نسب النجاح والفشل والحفاظ على التواضع المطلوب. لا يزال أمامنا طريق طويل، وعلى الرغم من الجهد الدفاعي، فإن العدو أيضًا سيحقق نجاحات.
يجب تجنب الإغلاق المطول للمدن الفلسطينية، لأن هذا من شأنه أن يزرع الإحباط واليأس في نفوس المزيد من الناس. اتخاذ الإجراءات الصحيحة يعتبر فنًا بحد ذاته من أجل فصل السكان عن (الإرهاب) في إطار الحملة ضد (الإرهاب) الفلسطيني. سيكون التغلب على مجموعة عرين الأسود في نابلس مسألة وقت، لكن المجموعة ليست سوى عرَض لظاهرة أوسع بكثير تهدد استقرار النظام الفلسطيني. تشكل ظاهرة عرين الأسود كونها مصدر إلهام للشارع الفلسطيني، خطرًا أعمق بكثير من شأنه أن يُزيد من تفاقم أزمة القيادة الفلسطينية وخلق حالة "تدهور شامل". هذا تحدٍ أوسع بكثير مما تشكله الخلية (الإرهابية) في نابلس بحد ذاتها. مواجهة هذا التحدي تتطلب جهودا سياسية تتضمن رؤية استراتيجية وسياسة طويلة المدى لهذه الساحة.