انتخابات الكنيست من وجهة نظر المقاطعين
يقود نشطاء مستقلون بأراضي 48 حملة لمقاطعة انتخابات الكنيست المزمع عقدها مطلع شهر نوفمبر القادم، حيث يؤكد النشطاء الذين يقودون الحملة على أن قضية التأثير وخدمة الفلسطينيين بأراضي48 لا تكون عبر أروقة الكنيست الإسرائيلي.
التأثير يكون في الميدان..
ويقول الناشط السياسي والاجتماعي عبد الرحيم حاج يحيى من الطيبة خلال حواره مع "منتدى الجرمق": "أنا اليوم شريك في حملة المقاطعة القطرية للكنيست، هذه الحملة تضم نشطاء مستقلين.. شعار التأثير جدًا جميل لكن السؤال هو نؤثر أين؟، هل في المكان الذي بني على مجازر فلسطينية ونكبة شعب كامل والذي فيه حزب العمل المركب من عصابات الإجرام والهاغاناة".
ويضيف، "طبيعة المكان الذي يريدون التأثير من خلاله فيه خطأ، هذا المكان الذين يريدون التأثير أعضاء الكنيست يعملون فيه ويحاولون بكل طاقاتهم من أجل الحصول على فتات خبز في النهاية، ذلك عدا عن التوقيع على اتفاقيات وقوسيات وغيرها هذا كله يجعل تأثيرنا سلبي".
ويتابع، "نحن في المقاطعة نقول لهم تعالوا لنأثر ونكون أقرب للشارع عبر التواجد في الميدان، التواجد الميداني فعاليته، في كل الأحول الشعب سيدفع ثمن عندما يريد أخذ حقه، لكن الثمن الذي ندفعه عبر تحصيل حقوقنا من الكنيست أكبر بكثير من الأثمان التي ندفعها بالتواجد الميداني، الميدان على الأقل يمكن على الأقل بنتائج فعلية، وذلك تاريخيًا مثبت، نحن أخذنا حقوقنا في عدة أحداث تاريخية بسبب النضال الميداني".
ويردف، "الحملة عمرها شهر تقريبًا، التجاوب إيجابي، قمنا بعمل إحصائية عليها 70 ألف شخص من الفلسطينيين بالداخل المحتل، الإحصائية بينت أن ما نسبته 65% كانوا مصوتين واليوم هم مقاطعين لانتخابات الكنيست، يوجد استجابة رهيبة مع حملة المقاطعة، رغم كل المشاريع الصهيونية يوجد جيل واعي يعرف حقوقه وواجباته".
ويؤكد الناشط حاج يحيى على أن السوشال ميديا خلقت مساحة محتضنة وواسعة لطرح الآراء، مضيفًا، "نعم وصحيح أن السوشال ميديا تخلق مساحة لآراء الجميع لكن الفلسطيني من الصغر يكون لديه تطور بالعقلية في كل المجالات عكس الأجيال التي يمكن أن تعيش في دول غير فلسطين".
المقاطعون والسوشال ميديا..
ويقول لـ الجرمق: "أفراد المجموعة يعرفون أنهم قد يواجهون مثل هذه الأساليب القمعية حتى عبر السوشال ميديا لا سيما وأن شركة ميتا وهي الشركة الأم لكل المنصات التي يخرج صوتنا عن طريقها اعترفت أنها منحازة للجانب الإسرائيلي، لكن مع ذلك نحن سنحمل كلمة الحق حتى لو ذلك يعني حذف حساباتنا رغم أنها هي كل ما نملك في حملة المقاطعة".
ويتابع، "الحراك لا يزال صغير، لذلك لا يوجد له فعالية مشتركة بالميدان، لأنه لا أحد يدعمه لكنه يحاول على الأقل يقنع كل فرد في محيطه لنصبح فيما بعد شبكة متينة وبالنهاية نصل لنتيجة، لكن حملة ميدانية بالشارع لا يوجد".
"لا نعول على أعضاء الكنيست العرب"..
ويضيف، "نحن كمقاطعين نرفض فكرة الكنيست لذا نحن لا نعلق على عضو كنيست يدخل الكنيست ويقسم بالولاء للاحتلال ويعترف بالكيان الذي يشرعن القوانين ضدنا والمأساة التي نعيشها يوميًا، نحن سنستمر بحملتنا من خلال مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية، يجب استمرار العمل على المقاطعة، يجب أن نستمر في العمل على حملة المقاطعة حتى يفهم الجميع أن الكنيست ليس الحل، ونحن حتى بعد دخول الأحزاب للحكومة الإسرائيلية لم نستفيد بشيء بل خرجنا بخسارات كبيرة جدًا".
ويردف لـ الجرمق، "خيبة الأمل للأحزاب العربية عامل إضافي حتى تكون الناس غير مبالية أكثر بسبب خيبة أملها من أحزاب الكنيست، المقاطعة تكون لأنني أريد أن أقاطع وليس لأنني غير راضٍ عن الأحزاب، نحن كمقاطعين نقول أنه حتى لو هناك أحزاب جيدة نقول إن عمل الكنيست لا يناسبنا ولا يشرفنا".
قيادات بأراضي 48: سنتعامل بخشونة لمقاطعة انتخابات الكنيست القادمة
أكدت قيادات ونشطاء من أراضي48 على أن التوقعات ترجح أن ترتفع نسبة المقاطعين بين صفوف الفلسطينيين بأراضي48 لانتخابات الكنيست القادمة وذلك في أعقاب استعداد الحكومة الإسرائيلية للتصويت على مقترح قانون لحل الكنيست الأسبوع المقبل، ومن ثم التوجه إلى انتخابات جديدة مبكرة بتاريخ 25/10/2022.
مقاطعة خشنة..
ويقول عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد لؤي خطيب في حديثٍ خاص مع الجرمق: "في الانتخابات القادمة لن نستخدم كفوف ناعمة، وسنتعامل بخشونة، وسنمارس المقاطعة كما يمارسون الانتخابات، وقضية التعامل بخجل مع هذا الموضوع لم تعد تنفع، هذه المرة سنخون كل سيصوت في الكنيست".
ويضيف، "اليوم بعد التجربة التي عشناها، وإسقاط العديد من الثوابت الوطنية لن يبقى هناك مجال، وهذا الخندق الأخير أمام أبناء البلد للحركة الوطنية، لا يوجد مجال للتعامل مع من أسقط ثوابته الوطنية، اليوم ممنوع أن نصافحهم وأن نقول لهم مرحبًا لا اجتماعيًا ولا سياسيًا، إنسان سقط بسببه شهداء واستباحت بسببه مقدساتنا ويتعامل مع الشهداء كأنهم مخربين!".
ويردف الخطيب، "بعد خدعة سنة في هذه الحكومة ما الذي جناه منصور عباس!، قبل أسبوعين صرح بأن مستوى الجريمة انخفض وخلال أسبوع جاء الرد وكان هناك 12 قتيل في الداخل، ما الإنجازات التي حققها منصور عباس! وما الثمن الذي قبضه مقابل إسقاط هذه الثوابت، الحركة الصهيونية شأنها شأن أي حركة استعمارية سترجعه عاري وخالي الوفاض".
الكنيست لا يحقق شيء..
ويؤكد عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد الخطيب على أن الكنيست الإسرائيلي لا يحقق أي إنجازات للشعب الفلسطيني، وأن الكنيست أصبح ماكنة لسن القوانين العنصرية ضد الفلسطينيين، مضيفًا، "الأحزاب العربية لا تزال مصرة على التواجد في الكنيست بهدف الترزق، وهي تعرف أن الكنيست لا يحقق أي مكسب أو هدف وطموح وطني".
ويردف، "شعبنا لا يعول على شخصيات الكنيست، وبالمقابل شعبنا يعول على شخصية مثل الشيخ رائد صلاح الذي يستطيع أن يؤثر على الشارع، الشيخ رائد صلاح له مصداقية عالية رغم عدم وجوده في الكنيست، قضية أنه يجب أن نكون في الكنيست من أجل التأثير هي حجج واهية وبدون رصيد، وهذا الخطاب استنفذ نفسه".
ويشدد لؤي خطيب في حديثه مع الجرمق على الفلسطينيين في أراضي48 سيقاطعون التصويت في الكنيست بنسبة كبيرة، لافتًا إلى أنه يتوقع أن تتجاوز نسبة المقاطعة لانتخابات الكنيست القادمة الـ 70%.
ويقول الشيخ كمال خطيب لـ الجرمق: "المجتمع العربي لسنوات طويلة أغرق بالوعود من قبل الجبهة والحزب الشيوعي ولاحقًا المشتركة، بأن صوتهم على منبر الكنيست من خلال وجودهم كمعارضة هو وسيلة لتحصيل حقوق وهذا لم ينجح، جاءت القائمة الموحدة لتذهب بعيدًا عبر الدخول في ائتلاف مع حكومة نفتالي بينيت".
ويتابع، "جرب من خارج الائتلاف الحكومي ومن داخل الائتلاف الحكومي وتبين أن كله كان بمردود سيء جدًا على أبناء الداخل الفلسطيني، وواضح أن أبناء شعبنا في الداخل أذكياء بما يكفي للوصول إلى نتيجة أن الكنيست ليست ملعبنا، وأن الكنيست ليست الوسيلة التي من خلالها يمكن تحقيق الحقوق، لذلك واضح جدًا أن الخيار في المرحلة القادمة وبقوة هو خيار المقاطعة وعدم إعطاء مزيد من الشرعية لعمل برلماني لا يستفيد منه إلا المؤسسة الإسرائيلية عبر استغلال وجود فلسطينيين على منبر الكنيست وسيلة لتجميل الوجه القبيح للمؤسسة الإسرائيلية".
ويضيف لـ الجرمق، "أنا لا أثق في الأرقام لأني أعيش بين أبناء شعبي ونسبة المقاطعة دائمًا كانت كبيرة، ما ذكر في نتائج الانتخابات بأن نسبة التصويت وصلت إلى 55% ونسبة المقاطعة إلى 45%، لكن أنا أجزم أن النتيجة عكسية تمامًا، وأنا متأكد أن النسبة ستزيد الآن عن العام الماضي".
ويردف، "المقاطعون هم على موقفهم، ولكن نسبة المقاطعة ستزيد، الذين خاضوا التجربة ورجعوا بخفي حنين، هي ليست قضية غضب آني والنسبة الأكبر من المقاطعين للانتخابات ستكون ممن خاض التجربة".
ووجه الشيخ كمال خطيب عبر الجرمق نداء لنواب القائمة العربية الموحدة والحركة الإسلامية الجنوبية مطالبًا إياهم بالتوقف عن السير على ذات الخطوات، مضيفًا، "أقول للأخوة في القائمة العربية الموحدة والحركة الإسلامية يكفيكم السير في هذا الاتجاه، قفوا أمام شعبكم وأنفسكم ولا تستمروا في السير في الاتجاه الذي يخالف قناعاتكم الدينية والوطنية وبحاجة لإعادة مراجعة جدية للاتجاه الذي أنتم فيه".
ويؤكد عضو الحراك الفحماوي الموحد محمد طاهر جبارين على أنه يتوقع أن يرتفع عدد المقاطعين لانتخابات الكنيست القادمة والتي أقرت بحسب وسائل إعلام عبرية بتاريخ 25/10/2022، وتابع، "بعد تجربة الموحدة نرى أنه سيكون هناك ارتفاع في عدد المقاطعين من أنصار الموحدة".
وأضاف جبارين في حديثٍ خاص مع الجرمق، "بعد فشل الحكومة الحالية، أنصار الحكومة والشريحة التي تصوت شعرت بالخذلان، لا سيما أن الأهداف التي وضعت على سلم الأولويات لهذه الحكومة لم يتم تحقيقها".
وكتب عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد المحامي أحمد خليفة عبر صفحته على منصة فيس بوك: "إن شاء الله نحو أوسع وأقوى حملة مقاطعة ممكنة ليعرفوا جميعهم أن شعبنا ليس لعبة في أيديهم ومصيرنا ليس حقلًا للتجارب".
ووصلت نسبة مقاطعة الفلسطينيين بأراضي 48 لانتخابات الكنيست الأخيرة بحسب ما جرى تداوله إلى 45%، مقارنة بـ 65% في الانتخابات التي سبقتها في شهر مارس من عام 2020، حيث اعتبرت تلك النسبة هي الأقل في تاريخ المشاركة الانتخابية للفلسطينيين في (إسرائيل) منذ بدء انتخابات الكنيست عام 1949.
وخلال ساعات اليوم، أفادت مصادر عبرية أن الكنيست يستعد للتصويت على مقترح لحل الحكومة الإسرائيلية الأسبوع المقبل ومن ثم الذهاب إلى انتخابات مبكرة، حيث أشارت القناة 12 العبرية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" ونائب رئيس الوزراء "يائير لبيد" اتفقا اليوم على تقديم مشروع قانون حل الكنيست إلى الكنيست للموافقة عليه الأسبوع المقبل.
وأوضحت القناة أن هذا القرار الإسرائيلي جاء بعد "استنفاد محاولات تحقيق الاستقرار في الائتلاف"، لافتةً إلى أنه بمجرد الموافقة على القانون، سيتولى "لبيد" منصب رئيس الوزراء حسب اتفاق التناوب إلى حين إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة.
ويأتي هذا القرار المشترك بين "بينيت" ولبيد" بعد مجموعة من الاستقالات في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بينيت" واستقالة أعضاء من الائتلاف الإسرائيلي وحالة الفوضى داخل الائتلاف التي وصلت الى حد إسقاط قوانين يطرحها شركاء الائتلاف إثر تصويت مضاد من أعضاء بالائتلاف.