الأحزاب والتنظيمات السياسية لفلسطينيي الــ 48 والقانون الإسرائيلي
مركز الدراسات السياسية والتنموية
1. الجبهة الشعبية العربية: تعتبر أول محاولة جادة لإقامة منظمة عربية فلسطينية، تأسست في 6 أيار1958م، وقد كانت ثمرة التحالف السياسي بين الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وبعض الشخصيات العربية، وقد أُعلنت الجبهة الشعبية في أول مؤتمر قطري عربي عقد في أعقاب انتفاضة الناصرة، ورفضت السلطات الإسرائيلية تسجيلها باسم الجبهة العربية فعرفت باسم الجبهة الشعبية، وتهدف التصدي لسياسة الحكومة اتجاه العرب، والدفاع عن حقوقهم، على الرغم من الجهود المضنية التي بذلها الحكم العسكري لعرقلة قيامها، والقيود الصارمة التي فرضت على زعماء الجبهة ومؤيديها.
2. حركة الأرض: أسسها القوميون من الجبهة الشعبية بعد تفكك الأخيرة، وقد سيطرت فكرة الوحدة العربية على أيديولوجية الحركة، التي رأت أن القضية الفلسطينية هي أيضاً قضية قومية عربية، وحاولت الحركة نشر أفكارها وتعبئة الجماهير العربية.
منع أعضاؤها الذين تقدموا بالقائمة الاشتراكية من التنافس في انتخابـات الكنيـست وفي عام 1965، الأمر الذي أدي في إلى حل وإنهاء حركة الأرض.
3. الحركة الإسلامية في فلسطين 48: تأسست الحركة الإسلامية عام 1971 على يد الشيخ عبد الله نمر درويش، في منطقة المثلث، وبالرغم من عدم ارتباطها بأي علاقة مع حركة الإخوان المسلمين، إلا أن المبادئ التي تتبعها تشابه مبادئ الإخوان المسلمين.
في عام 1989، شاركت الحركة الإسلامية في انتخابات المجالس المحلية في بعض التجمعات العربية، وحصلت على رئاسة المجالس في 6 تجمعات، من بينها بلدية أم الفحم.
بعد توقيع (إسرائيل) ومنظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق أوسلو، وقع خلاف بين قادة الحركة بشأن تأييد المبادرة السلمية.
في عام 1996، وعلى خلفية الموقف من المشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي انقسمت الحركة إلى قسمين:
1. الجناح الشمالي: بقيادة الشيخ رائد صلاح، الذي يرفض المشاركة في الانتخابات ويدعو إلى مقاطعتها.
2. الجناح الجنوبي: بقيادة إبراهيم صرصور، الذي يؤيد المشاركة في الانتخابات.
4. حركة أبناء البلد: ظهرت حركة أبناء البلد عام 1973م تنظيماً صغيراً في أم الفحم أسسه المحامي " توفيق الكيوان" لخوض انتخابات المجلس المحلي التي جرت في تلك السنة.
شجع ظهور التنظيم أنصار التيار القومي على إقامة تنظيمات مشابهة في عدد من القرى، وقد أقامت هذه التنظيمات صلات فيما بينها وتناولت الرأي والمساندة، ولكنها لم تتحول إلى تنظيم قطري موحد، ينشط تحت اسم أبناء البلد إلا في فترة لاحقة.
وحددت الحركة هدفها الاستراتيجي هو إقامة مجتمع ديمقراطي علماني في كامل فلسطين وعدم الاعتراف بالتجمع اليهودي في فلسطين كشعب، وعدم الاعتراف بـ(إسرائيل) كدولة شرعية، وعدم المشاركة في انتخابات الكنيست، ودعوة العرب إلى مقاطعة هذه الانتخابات.
5. الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش): قبل انتخابات عام 1977 م، شكل "راكاح" مع عناصر عربية وطنية مثقفة وعناصر يهودية يسارية جبهة لخوض الانتخابات، ودعيت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وتم اختصار اسمها باللغة العبرية بكلمة واحدة "حداش".
6. القائمة التقدمية للسلام: تم تأسيسها عام 1984، قبل انتخابات الكنيست، من أفراد ومجموعات عربية ويهودية راديكالية، وجدت بينها قواسم مشتركة، فيما يختص بوضع العرب في (إسرائيل)، وحل القضية الفلسطينية من الناحية العربية، وكانت النواة الأساسية للحركة مجموعات ضمت أفراداً من ذوي الميول التقدمية، أبرزها مجموعة من الناصرة انشقت عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عام 1981، على خلفية خلافات فكرية وسياسية وتنظيمية، والثانية، مجموعة من أم الفحم انشقت عن حركة أبناء البلد عام 1984 عندما رفضت الحركة خوض انتخابات الكنيست في ذلك العام.
7. الحزب الديمقراطي العربي: تأسس الحزب الديمقراطي العربي عام (1988) بمبادرة من عضو الكنيست عبد الوهاب دراوشة، الذي استقال من حزب العمل احتجاجاً على سياسة الحكومة القمعية خلال الانتفاضة.
8. التجمع الوطني الديمقراطي: تأسيس عام 1995 إثر اتحاد عدة حركات سياسية عربية – أبناء البلد – القائمة التقدمية للسلام – وحركات سياسية أخرى، يدعم التجمع حل القضية الفلسطينية على أساس قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بها، والمتمثلة في إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس، وإزالة كل المستوطنات، وحق العودة للاجئين.
9. الحركة العربية للتغيير: تأسست الحركة في 1996 بمبادرة من مستشار سابق للرئيس عرفات، هو الدكتور أحمد الطيبي وكانت في البداية مدعومة من الفئة الباقية من الحركة التقدمية، الحركة تعبر عن نفسها بأنها حركة وطنية متحضرة وشابة تعمل من أجل تحسين مكانة المواطنين العرب في (إسرائيل)، ودمجهم في الحياة السياسية في (إسرائيل).
سُجلت الحركة كحزب قبل انتخابات عام 1996 للكنيست مما أثار زوبعة في (إسرائيل)، حول مسألة الإخلاص المزدوج عند الطيبي كونه مستشارًا للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
القانون الإسرائيلي والعرب
- الصبغة القومية للدولة الإسرائيلية واعتبارها بأنها دولة قومية يهودية توقعهم في معضلة وجود 20% من السكان ذوو قومية مختلفة عن اليهود، لذلك في سبيل التمهيد لمشروع (إسرائيل) دولة قومية يهودية عمدوا إلى التعامل مع العرب بتجزئتهم إلى أقليات في محاولة لتحويلهم من كتله عربية واحدة إلى مجموعات دينية متفرقة لا يطلق عليهم اسم العرب فاعتمدوا تسمية الطائفة الدرزية، والطائفة البدوية، والطائفة المسيحية، والطائفة الإسلامية، وأطلقوا عليهم تسمية إعلامية كدروز (إسرائيل)، وبدو (إسرائيل)، ومسيحيو (إسرائيل)، ومسلمو (إسرائيل).
- عام 1949 شكلت الحكومة الإسرائيلية لجنة وزارية خاصة لدمج السكان العرب داخل الدولة اليهودية، وخلصت اللجنة إلى أنه يجب منع العرب من التوحد في هوية واحدة، وسن مختلف القوانين لحصرهم داخل تجمعات محددة وعدم توسعهم في محيط سكنهم، ووضع حد لنموهم الديمغرافي.
- تحدث إسحق رابين عن خط أحمر لعدد العرب لا يتجاوز 20% من عدد السكان للحفاظ على الطابع اليهودي للدولة. عام 2018 صادق الكنيست الإسرائيلي على قانون الدولة القومية اليهودية التي أعتبر فيها أن لليهود فقط حق تقرير المصير، والذي لم يذكر فيه أي ميزة للعرب سوى أن اللغة العربية لها مكانة في الدوائر الحكومية ولا تعتبر لغة رسمية ثانية.
- من قوانين التمييز القومي يأتي في مسألة الجنسية، فيحق لأي يهودي في العالم الحصول على الجنسية الإسرائيلية مجرد دخوله إلى الأراضي المحتلة مع حق الاحتفاظ بجنسية ثانية، ويسمح لأي يهودي ممن تزوج من غير اليهود بإعطاء الجنسية خلال مدة 5 سنوات، بينما لا يسمح للفلسطينيين من أهل الضفة وغزة وتزوجوا من فلسطينيين من أهل 48 بالانضمام إليهم، وأقصى ما يستطيعون الحصول عليه تصاريح مؤقتة للعيش داخل الخط الأخضر.
- بعد موضوع يهودية الدولة والجنسية يأتي موضوع الأراضي فبعدما تحدثت الحركة الصهيونية عن "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض" ركز الصهاينة على مصادرة أراض الفلسطينيين تحت عناوين مختلفة منها "قانون أملاك الغائبين" أو عناوين الأمن والتطوير.
- سن الكنيست عام 1960 قانون "أراض إسرائيل" ونصت المادة الأولى بأن الأرض لا تنتقل بالبيع ولا بوسيلة أخرى. - يتم التضييق على عرب 48 في موضوع الأراضي بمختلف الوسائل في محاولة لخنقهم ومنع تمددهم العمراني والديمغرافي، ومجمل الأراضي التي يمتلكونها لا تتعدى 3% من مساحة الأراضي المحتلة عام 1948، والنظرة الإسرائيلية بأنهم مجموعة مواطنين درجة ثانية يشكلون تهديداً دائماً لها ويوصفون بصفات مختلفة بأنهم "قنابل موقوتة" أو تهديد ديمغرافي" أو "شيطان ديموغرافي"، وأن الانتماء لدولة (إسرائيل) هو من الباب القومي فقط وهو ما يسمح بوجود حقوق واضحة لمواطنيها، والباقين هم في منزلة أدنى من اليهود.
عرب محبطون وخيبة أمل:
تعتبر مدينة راهط من أكبر المدن البدوية في صحراء النقب في جنوب (إسرائيل)، ويشكو سكانها من التمييز في البنية التحتية ويشكّلون جزءًا من المجتمع العربي الأوسع.
- رياض أبو فريح، وهو أحد سكان المدينة، لن أشارك في انتخابات الكنيست، ووجود الأحزاب العربية فيها هو تجميل للديموقراطية المزيفة، وشباناً كثيرين مقاطعون مثلي.
- رامي أبو شارب (29 عاماً)، أستاذ مدرسة، كنا دائما نصوّت لكنني وعائلتي سنمتنع عن التصويت هذه المرة لا نرى أي شيء من الوعود التي يعدوننا فيها قد تحقّق. لو صوّتت أو لم أصوّت، لن يحدث تغيير"، هناك ازدياد الجريمة وعدم الاستثمار في التعليم وسوء نتائج طلاب الثانوية، وخصوصاً بالنقب، وهدم البيوت المستمر. الوضع من سيء الى أسوأ.
- الباحثة الاسرائيلية تمار هيرمان من المعهد الإسرائيلي للديموقراطية إذا لم يصوّت العرب، فإن فرص اليمين ونتنياهو في تشكيل ائتلاف من 61 مقعداً، سترتفع. هذه المرة قد يحدث ألا يحصل أي من الأحزاب العربية على مقاعد في البرلمان إذا كانت نسبة المشاركة في التصويت منخفضة للغاية. ستكون لها حظوظ إذا أقبل الناخبون العرب بنسبة 45%". وميل العرب إلى عدم المشاركة له علاقة كبيرة بأحداث أيار/مايو 2021، في إشارة الى المواجهات العنيفة بين المواطنين العرب واليهود، وشعور العرب بالاغتراب عن الدولة، والوضع السياسي، إضافة إلى خيبات الأمل الشديدة من أداء أعضاء الكنيست العرب.
- المحلل عاص الأطرش، العرب يعرضون عن التصويت بسبب خيبات الأمل من سياسات الحكومات الإسرائيلية المتتالية، والمشكلة مع الحكومات، وليس مع أعضاء الكنيست العرب، لم يعد أحد من العرب يرى أي أفق سياسي له.