حسين الشيخ يخطط للسيطرة على حركة فتح
مركز القدس للشؤون العامة: يوني بن مناحيم
- بدأ حسين الشيخ، الخليفة المعين لمحمود عباس، عملية أساسية للسيطرة على المواقع المهمة في حركة فتح في الأراضي الفلسطينية.
- يخشى الشارع الفلسطيني تصعيد الاغتيالات في الضفة الغربية بسبب قيام خصوم الشيخ السياسيين بتسليح ميليشيات في عدد من مناطق الضفة.
دخلت معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية ذروتها. بدأ حسين الشيخ، المقرب والوريث المعين لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس البالغ من العمر 86 عامًا، عملية أساسية للسيطرة على حركة فتح في الأراضي الفلسطينية.
يخطط الشيخ للسيطرة على قيادة فتح من خلال عقد مؤتمر فتح الثامن الذي سينتخب مؤسسات الحركة. يهدف الشيخ من خلال الانتخابات الداخلية إلى إزاحة العديد من منافسيه من مواقع القيادة، وبالتالي تمهيد طريقه ليصبح المرشح الرسمي لفتح في الانتخابات الرئاسية بمجرد مغادرة عباس المسرح السياسي.
اجتمع الشيخ في 29 أغسطس 2022 مع جميع أمناء سر فتح في الضفة الغربية لبحث الضرورة الملحة، كما يراها هو، لعقد المؤتمر الثامن وإجراء التغييرات الضرورية.
يعتقد ناشطون كبار في فتح أن معاوني الشيخ ضغطوا على عباس في الأيام الماضية لتحديد موعد المؤتمر. الذي كان من المقرر مبدئيًا عقده في مارس 2022، وتم تأجيله بسبب المعيقات الناتجة عن الخلافات حول تشكيل المندوبين لحضور المؤتمر. يُذكر أن المؤتمر السابع لحركة فتح عُقد في عام 2016.
وقد قال أحمد حلس، عضو اللجنة المركزية لفتح من غزة، إن موضوع عقد المؤتمر سيكون على جدول أعمال اللجنة في المرة القادمة التي تجتمع فيها. وذكر أن هذا الاجتماع سيحصل هذا العام لأنه ضرورة وطنية.
يكرر حلس بهذا الكلام خطاب الشيخ العلني قبل أيام قليلة. يُجند الشيخ جيل فتح من الشباب في الأراضي الفلسطينية إلى جانبه، واعدًا بالترقيات لكسب دعمهم.
اتخذ عباس، من جانبه، مؤخرًا عدة إجراءات لتقوية الشيخ كخليفة له في المستقبل. حيث عينه أمينًا عامًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء آخرين في اللجنة الذين بدورهم سيعززون ويدعمون حسين الشيخ.
كما عين عباس مساعده روحي فتوح رئيسًا للمجلس الوطني الفلسطيني. ومن المتوقع أن يسعى لتحقيق شرعية إضافية للشيخ في مؤسسات فتح.
يعتبر الشيخ من المقربين الأكثر ولاء لعباس، ويقول مسؤولون كبار في فتح إنه وعد بالاهتمام باحتياجات عباس وأفراد أسرته بعد تقاعده. يُذكر أن أبناء عباس يمتلكون امبراطورية اقتصادية واسعة، جزء منها في السلطة الفلسطينية، وتعهد الشيخ بعدم تعرض مصالحهم لأي ضرر.
يقول مسؤولو فتح أيضًا، أن الشيخ يعتزم إضعاف خصمين رئيسيين في معركة الخلافة من خلال إخراجهما من مراكز قوة الحركة في الانتخابات الداخلية. أحدهم توفيق الطيراوي، الرئيس السابق للمخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية وعضو اللجنة المركزية. حيث اتهمه تقرير صادر عن لجنة تحقيق تابعة للسلطة الفلسطينية بالفساد والمحسوبية. ومرشح آخر محتمل هو، مروان البرغوثي، مهندس أعمال إرهابية في الانتفاضة الثانية، ويقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد في سجن إسرائيلي.
البرغوثي عضو في اللجنة المركزية لفتح وخصم لدود لعباس والشيخ. مع ذلك، تُظهر استطلاعات الرأي الفلسطينية أنه يحظى بدعم شعبي كخليفة محتمل لعباس.
وقد أعلن البرغوثي، في العام الماضي، عن نيته الترشح للانتخابات المقبلة للسلطة الفلسطينية. وطلب عباس والشيخ من إدارة بايدن و(إسرائيل) التأكد من عدم إطلاق سراحه في أي تبادل جديد للأسرى مع حماس، موضحين أنه إرهابي من شأنه أن يقوض التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية مع (إسرائيل) والولايات المتحدة.
يخطط الشيخ لخطوات أخرى، من خلال استغلال مؤتمر فتح الثامن لتعيين مساعده، اللواء ماجد فرج، كعضو في اللجنة المركزية لحركة فتح. كما يريد تعيين مساعدين آخرين، مثل عدنان غيث، محافظ القدس، وأحمد عساف، وزير الاتصالات الفلسطيني، في مناصب عليا في فتح.
التقدير في فتح هو أن الشيخ سيعمل قريبًا على عقد مؤتمر فتح الثامن. وكان عباس قد وافق بالفعل من حيث المبدأ، وقد تتصاعد معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية بشكل كبير وعنيف. ويخشى الشارع الفلسطيني تصعيد الاغتيالات في الضفة الغربية بسبب قيام خصوم الشيخ السياسيين بتسليح ميليشيات في مناطق مختلفة من الضفة.
يراقب جهاز الامن الإسرائيلي الحالة من بعيد ولا يتدخل في التنافس على موضوع الخلافة. لكن مسؤولي فتح يقولون إن (إسرائيل) تدعم إجراءات حسين الشيخ.