باتفاقية أو بدون، قد تُترك (إسرائيل) وحدها لمواجهة إيران النووية
يديعوت أحرونوت:
لا يمكن للدولة اليهودية أن تترك قرارًا بعمل عسكري محتمل ضد إيران، في حالة عدم امتثالها لشروط الاتفاق النووي، في أيدي دول أجنبية، حتى في حال إقرار الولايات المتحدة على أن القنبلة الذرية في يد طهران تشكل تهديدًا وجوديًا لـ(إسرائيل).
تنطوي المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول الاتفاق النووي على اختلال جوهري في التوازن بين الطرفين.
يُقيم الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته الوضع الإقليمي من منظور الوضع السياسي في أمريكا. لا يتجاوز أفق الإدارة الامريكية نهاية رئاسة بايدن الحالية. لذلك، ومن وجهة نظر الإدارة، فإن منع إيران من تسليح نفسها بأسلحة نووية في السنوات المقبلة هدف يستحق المتابعة.
ومع ذلك، فإن نظام آية الله في طهران لديه هدف استراتيجي طويل المدى، وهو تحقيق الهيمنة الإيرانية على الشرق الأوسط، ثم تحوله إلى قوة عالمية بمساعدة العالم الإسلامي وذلك بفضل قوتها العسكرية الهائلة.
لا تغفل القيادة الإيرانية عن أهدافها بعيدة المدى ولديها أقصى درجات الصبر في تحقيقها. تتفهم إيران الحاجة إلى تقديم تنازلات على المدى القصير إذا كانت تُقربها من أهدافها طويلة المدى.
من جانبها، يجب على (إسرائيل) أن تحافظ على وجودها على المدى الطويل وعلى المدى القصير، مع ضمان أمن أبنائنا وأحفادنا.
لن يحرم الاتفاق حتى في حال وجود صياغة "جيدة لـ(إسرائيل)" إيران من القدرات النووية في المستقبل. في أفضل السيناريوهات، سيؤجل فقط تحقيق المشروع لعدة سنوات. بوجود اتفاق أو بدونه، سيكون لدى إيران تمويل بمليارات الدولارات لتعزيز سيطرتها الإقليمية، من خلال ميليشيات مسلحة بصواريخ ويمكنها غزو البلدان ذات الحكومات المركزية الضعيفة، مثل لبنان والعراق.
سيكون حجم الدمار الذي يمكن أن تُحدثه هذه الميليشيات على (إسرائيل)، بشكل رئيسي من خلال استخدام الصواريخ الدقيقة، هائلاً.
بداية، يجب إيقاف مشروع الصواريخ الدقيقة الإيراني، الذي تحاول فيه تطوير آلاف الصواريخ التي بحوزة حزب الله، وتحويلها إلى أسلحة دقيقة. كما يشكل انتشار الميليشيات الموالية لإيران في جنوب سوريا على حدود الجولان الشمالية تهديدًا لا يمكن السكوت عنه. هناك من بيننا من أصبح حكمهم على حماس مشوشًا، بعد قرارها بالامتناع عن المشاركة في إطلاق الصواريخ خلال العملية الأخيرة في غزة، وإضفاء دور "الشخص المسؤول" عليها، وهي ليست كذلك بكل تأكيد.
تستعد حماس، التي تمولها إيران جزئيًا، لصراع تطهير عرقي يقضي على (إسرائيل) من الوجود. ولأسبابها الخاصة، امتنعت مؤقتًا عن إطلاق الصواريخ لكسب الوقت وتعزيز سيطرتها في القطاع.
المواجهة مع وكلاء إيران، الذين يحاصروا (إسرائيل)، حتمية ويجب أن تنتهي بالقضاء عليهم. وإلا فإن حياتنا هنا ستصبح لا تطاق حتى قبل أن تنتج إيران اليورانيوم المخصب الضروري لاستكمال تجميع سلاح نووي.
يُظهر السلوك الحالي للقوى العالمية بشأن الاتفاق النووي أننا قد نُترك وحدنا لمواجهة إيران نووية. لا أشك في صدق الأمريكيين عندما يقولون إن إيران النووية تشكل تهديدا وجوديًا لـ(إسرائيل). لكني أتوقع اختلافات في التقييم بين القدس وواشنطن فيما يتعلق بالتطبيق المحتمل للخيار العسكري في حال امتلاك إيران لقنبلة نووية. لتوضيح الأمر ببساطة، قد تكون هناك خلافات فيما يتعلق بالتوقيت الذي سيكون فيه من الضروري استخدام القوة العسكرية لتدمير قدرات إيران النووية.
لا يمكن لـ(إسرائيل) أن تترك هذا القرار في أيدي الدول الأجنبية، مهما كانت صديقة. فقدت الدولة اليهودية سنوات ثمينة في إعداد قدرتها المستقلة على التعامل مع إيران بسبب الفجوة بين ما يقال وما يجري فعله.
زار وزير الدفاع بيني غانتس مؤخرًا سرب طائرات الوقود الحديثة المخصصة لتزويد الطائرات بالوقود من الجو، وهي عنصر أساسي في الخيار العسكري. ومع ذلك، هذا السرب من سلاح الجو الأمريكي، وليس من سلاح الجو الإسرائيلي لأن (إسرائيل) ليس لديها مثل هذا السرب، وليس من الواضح متى سيكون لدينا سرب، هذا إن وجد.
إذا كانت هناك من ميزة لاتفاقية نووية جديدة، فهي وضعها لعقبات في طريق إيراني للحصول على سلاح نووي، وتأخيرها لبضع سنوات. وهذا يعطي (إسرائيل) وقتًا للتحضير لعمل مستقل. على أي حال، نحن بحاجة إلى الاستعداد للعمل بسرعة.
للقيام بذلك، يجب على الولايات المتحدة تزويد (إسرائيل) بأمرين حيويين: أنظمة الأسلحة الأساسية لتنفيذ المهمة، والدعم السياسي للعمليات العسكرية.
عندما تكون هذه هي الخيارات المتاحة، من الصعب فهم سبب غياب هذه القضايا عن النقاش العام الذي يسبق انتخابات الأول من نوفمبر. ربما لأنه سيتعين على قيادة الدولة أن تشرح المبرر الأمني لحماية مئتي وعشرة بؤرة استيطانية وتجمعات زراعية غير قانونية في الضفة الغربية، بينما يحتاج جيش الدفاع الإسرائيلي إلى الاستعداد لمواجهة صعبة ومعقدة متعددة الجبهات مع إيران.