عودة حرب القوى العظمى.. سيناريوهات الصراع الشامل بين الولايات المتحدة والصين
أسئلة البحث:
- كيف يمكن أن تتغير الأهداف الأمنية للصين إذا دخلت في صراع شامل مع الولايات المتحدة؟
- كيف يمكن لجيش التحرير الشعبي أن يعمل ويحدث قواته في مثل هذه الحالة؟
- أين وكيف يمكن أن يكون شكل الصراع بين القوات الصينية والأمريكية؟
- ما هي السمات المميزة للجيش الصيني التي قد تمكن أو تعرقل قدرته على خوض حرب شاملة مع القوات الأمريكية؟
من خلال جمع وفحص دقيق للبيانات الحالية والتاريخية حول العوامل ذات الصلة والاتجاهات المتوقعة والتكهنات القائمة على الأبحاث، يحلل المؤلفون عدة سيناريوهات للصراع الشامل بين الولايات المتحدة والصين في ظل ظروف مفترضة اقتربت فيها الصين من نقطة التفوق العالمي. بالاعتماد على النتائج الأكاديمية والبحثية المتعلقة بالمسار المحتمل للأمن العالمي والحرب في السنوات القادمة، ونهج الصين في الحرب المستقبلية، والتجارب ذات الصلة للقوى العظمى السابقة، والأنماط التاريخية في الحروب بين الدول، يستكشف الباحثون إمكانية نشوب حرب بين الولايات المتحدة والصين. وضع المؤلفون سيناريوهين للصراع الشامل بين الولايات المتحدة والصين. يتميز السيناريو الأول بصراع منخفض الحدة ينتشر في معظم أنحاء العالم، عبر العديد من المجالات وعلى مدى سنوات عديدة. والثاني يتميز بحرب شديدة الحدة نتجت عن حرب منخفضة الحدة. يتضمن سيناريو الحرب عالية الحدة إجراءات عدوائية من قبل كلا البلدين لتدمير القدرة القتالية للعدو وينطوي على مخاطر عالية للغاية بالتصعيد إلى أكثر المستويات تدميرًا. يحدث كلا السيناريوهين في سياق وضع دولي مقسم للغاية حيث يعاني الجيشان الأمريكي والصيني من ضغوط هائلة بسبب استمرار المجهود الحربي بينما يواجهان مجموعة من التهديدات غير التقليدية وبالحاجة للاستجابة لطلبات المساعدة من الشركاء المتورطين في الحرب. على الرغم من أن تحليلهم يتعلق بحالة صراع افتراضية اقتربت فيها الصين من التفوق العالمي، إلا أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تفيد في التخطيط الدفاعي لحالات الطوارئ المحتملة في الوقت الحاضر.
النتائج الرئيسية:
- من المرجح أن يمتد الصراع الشامل بين الولايات المتحدة والصين عبر العالم وإلى جميع المجالات بما في ذلك الفضاء الإلكتروني والفضاء الخارجي. قد يتخذ مثل هذا الصراع شكلاً شاملاً ومزمنًا وقد يستمر لسنوات. ربما لن ينتهي الصراع إلا عندما يتراجع طرف أو آخر عن القتال ويعترف بخضوعه للطرف الآخر.
- قد يجد الجيشان الأمريكي والصيني نفسيهما تحت ضغط هائل في الصراع الشامل بسبب المطالب العديدة والملحة للحفاظ على المجهود الحربي، والاستجابة لمجموعة واسعة من التهديدات الحادة العابرة للحدود، ومساعدة القوى الشريكة على التعامل مع تحدياتها الأمنية الخاصة.
- يمكن أن تتميز الحرب منخفضة الحدة بقتال كثيف يتم تنفيذه بشكل أساسي من خلال الدول الشريكة والجماعات غير الحكومية. ستظل مخاطر التصعيد عالية لأن أي من الجانبين قد يتعب من الطبيعة غير الحاسمة لمثل هذا القتال ويسعى إلى اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية لإنهاء الحرب.
- لمحاربة القوات الأمريكية في حرب عالية الحدة، قد يفضل جيش التحرير الشعبي العمليات التي تعتمد على أسلحة وأساليب منخفضة التكلفة والخطورة، مثل الضربات الدقيقة بعيدة المدى والعمليات الإلكترونية ودعم القوات غير النظامية.
- على الرغم من أن مثل هذه الحرب قد تبدأ من أجل تحقيق أهداف متواضعة، إلا أنه سيكون من الصعب مقاومة إغراء التصعيد، بسبب الدافع الأساسي والرغبة في السيطرة على الطرف الآخر. يمكن أن يتضمن القتال ضربات صاروخية صينية مكثفة في جميع أنحاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ بهدف تحطيم القوة العسكرية الأمريكية.
التوصيات:
- يجب على المخططين النظر في مجموعة واسعة من حالات الطوارئ سواء لحرب منخفضة أو عالية الحدة مع الصين، والتي يمكن أن تنفذ خيارات قتالية تتجاوز نقاط الاشتعال مثل تايوان.
- يجب على المخططين أن ينظروا في احتمال نشوب صراع بين الولايات المتحدة والصين على أنه ليس معركة واحدة أو صدامًا على بؤرة اشتعال معينة مثل تايوان، بقدر ما هو سلسلة من الاشتباكات المتسلسلة والمتفرقة جغرافيًا بين القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة ومع الصين، والتي تمتد عبر العديد من المجالات. يمكن أن يستمر مثل هذا الصراع لسنوات ويضغط بشدة على الجيش الأمريكي الذي يتعامل بالفعل مع المطالب الملحة لتقديم المساعدة الأمنية من قبل الحلفاء والشركاء وربما التعامل مع تهديدات حادة عابرة للحدود.
- يجب أن تفكر الولايات المتحدة في تعزيز قدرتها على شن حرب منخفضة الحدة، وهو سيناريو أكثر احتمالية للصراع بين الولايات المتحدة والصين من حرب عالية الحدة.
- يجب أن يضمن المخططون قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن نقاط العبور الحيوية وتأمينها في الشرق الأوسط وعلى طول المحيط الهندي.
- يجب أن يركز المخططون على بناء التحالفات وعلى الأسلحة والأدوات التي تساعد على اكتساب ميزة في مجال المعلوماتية وتخفيف قدرات الضربات بعيدة المدى.