سياسات (إسرائيل) في غزة فشلت في تحقيق النتائج المرجوة
ميشيل ميسترين
في العام الماضي، كان تصور المسؤولين الإسرائيليين مفاده أن الظروف الاقتصادية الأفضل ستكون حافزًا كافيًا لتجنب الصراع العسكري وأن سكان القطاع سيحتجون إذا تجدد العنف. من خلال استبعاد حماس من الصراع الدائر حالياً، تتراجع (إسرائيل) عن ادعائها السابق بأن حماس مسؤولة عما يحدث في غزة.
بدأت العملية الأخيرة للجيش الإسرائيلي في غزة بإنجاز مهم لـ(إسرائيل) في عمليتها الهجومية. حيث فوجئت حركة الجهاد الإسلامي، التي فقدت عضوًا بارزًا في ذراعها العسكرية، وتأثرت بذلك، بحيث يبدو أنها غير قادرة على إلحاق أضرار كبيرة بـ(إسرائيل) ردًا على ذلك.
كما أحبط الجيش محاولات الحركة لشن هجوم بقذائف الهاون على طول الحدود، ردًا على اعتقال عضو بارز آخر في وقت سابق من الأسبوع في جنين.
لكن بنظرة فاحصة على الأحداث يظهر أن (إسرائيل) دخلت في حرب لم تكن ترغب في حدوثها، مما يكشف عن مشاكل في سياستها تجاه غزة.
بادئ ذي بدء، يُظهر القتال الحالي أن الردع الذي زعمت قوات الأمن أنه تمت استعادته في أعقاب حرب مايو 2021، لم يكن قويًا كما كان يُعتقد.
تصرف القادة الإسرائيليون خلال العام الماضي، على افتراض أنه من خلال تحسين حياة سكان غزة، الذين سُمح لهم بالحول إلى البلاد للعمل، سيكون حافزًا كافيًا لتجنب الصراع العسكري.
وقال المسؤولون إن أي جولة من القتال تبدأها أحد فصائل غزة ستقابل باحتجاجات عامة، وستكون حماس قلقة من فقدان قبضتها على سكان القطاع. وقالوا إن هذا الوضع قد يؤدي إلى قبول حكام غزة للمطالب الإسرائيلية بما في ذلك مسألة الأسرى الإسرائيليين.
لكن في الواقع لم يحصل أي احتجاج مدني، وأعطت سياسة الاسترضاء الإسرائيلية النتائج المتوقعة.
من خلال الإعلان عن أن العملية الأخيرة تستهدف الجهاد الإسلامي فقط، ناقض المسؤولون الإسرائيليون سياستهم، التي تعتبر حماس مسؤولة عن أي إجراء تتخذه الفصائل الفلسطينية في القطاع.
بإخراج حماس من الصراع، يمكن لسكان الجنوب أن يجدوا أنفسهم مرة أخرى تحت نيران الصواريخ من الجماعات "المارقة" كما كانوا في السنوات السابقة.
من المحتمل ألا تكون حماس منزعجة من الضرب الذي تتلقاه حركة الجهاد الإسلامي. سيكون أي تأثير على الحياة المدنية في القطاع مؤقتًا، يمكن للحركة أن تصطف من ناحية بصفتها جزء من المقاومة الفلسطينية، بينما من ناحية أخرى، هي تتجنب الإضرار بقدراتها العسكرية.
حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي صراعات بين حماس والجهاد الإسلامي وتبدو الصورة وكأنهم متفاهمين.
من المرجح أن ينتهي القتال بوساطة مصرية في غضون أيام، على الرغم من أن قدرة القاهرة على منع الاشتباكات العنيفة، أصبحت واضحة مرة أخرى.
يجب على (إسرائيل) ألا تترك الأمر دون حل وبطريقة لا تُمكن الجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى من إحداث خطر أمني في الجنوب، كما فعلوا هذا الأسبوع.
يجب أن يتضمن إنهاء القتال رسالة واضحة لحماس أنها وبصفتها صاحبة السيادة في القطاع يجب أن تسيطر على الفصائل. أظهرت الأحداث الماضية أن حماس قادرة على ذلك ولكنها ليست مستعدة دائمًا لممارسة قوتها.
أي فشل لحكام غزة في ضبط الأمور يجب أن يؤدي لفرض قيود إسرائيلية على تصاريح العمال وتصدير البضائع.
يجب ألا يكون هناك وهم بأن سياسة (إسرائيل) ستؤدي إلى هدوء طويل الأمد، لكنها قد تضع حماس في معضلة تجنبتها حتى الآن.
قد يؤدي أيضًا إلى مراجعة السياسات الإسرائيلية خلال العام الماضي، التي يُنظر إليها على أنها الأكثر هدوءً منذ عقود، حتى يوم الجمعة الماضي.