التحليل والاستشراف العسكري الروسي
مؤسسة راندـ يونيو 2022
أسئلة البحث:
- كيف تجري المؤسسة العسكرية الروسية ومجتمع الخبراء المدنيين المرتبطين بها تقييمات وتوقعات للوضع العسكري والسياسي وللإمكانيات العسكرية؟
- ما هي نتائج هذه التقييمات والتوقعات؟
تعتمد وزارة الدفاع الروسية التنبؤات العسكرية لتوجيه خططها طويلة المدى. فمنذ الستينيات، يستخدم الجيش الروسي التحليل العسكري لإجراء تقييمات شاملة لقدرة دولة ما على شن حرب، تتجاوز هذه التقييمات الأسلحة الموجودة وتشكيلات الجيش. تستخدم وزارة الدفاع هذه التنبؤات للإجابة على:
- ما هي احتمالية وشكل الحرب المستقبلية
- ما هي العلاقة بين الإمكانات العسكرية بين روسيا وخصومها المحتملين؟
في هذا التقرير، يعتمد المؤلفون على إطار عمل بحثي رصين لفحص مؤشرات رئيسية مرتبطة بالتنبؤات العسكرية للحصول على نظرة ثاقبة للإجابة على هذه الأسئلة.
وجد الباحثون، واعتماداً على العلوم العسكرية الروسية والبحوث الأكاديمية الروسية التي راجعوها، أن ميزان العلاقة بين الإمكانات العسكرية (قوة الدولة) -وهو مقياس واسع يشمل مؤشرات القوة العسكرية، السياسية، الاقتصادية، والعلمية والتقنية – سيكون لصالح الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كلٍ من الغرب والولايات المتحدة واليابان وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ حتى عام 2040. العوامل التي يمكن أن تحسن الموقف التنافسي لروسيا هي إدراج الصين ضمن حساب الإمكانات العسكرية، واحتمال انخفاض قدرة الولايات المتحدة على إدارة النظام الدولي بوسائل تصب في مصلحتها.
لم تتوصل التقييمات والتوقعات العسكرية الحالية لروسيا لأي مؤشرات على نوايا الولايات المتحدة أو الصين لشن حرب واسعة النطاق ضد روسيا. لكن يظل السؤال مفتوحاً حول توقع أي الظروف التي قد تقوم روسيا بموجبها بعمل عسكري استباقي والمخاطرة بحرب مع خصم يتمتع بإمكانات عسكرية فائقة.
النتائج الرئيسية:
- نظرًا لاختلال التوازن العسكري الكبير بين الجانبين، من المرجح أن يجبر التماسك المستمر لحلف الناتو روسيا على حل مشاكلها السياسية دون اللجوء إلى استخدام القوة ضد الناتو.
- يؤدي تماسك الناتو لثلاث مشاكل عملياتية على الأقل لروسيا. أولاً، سيتعين على روسيا محاربة مجموعة من الدول التي تمتلك معًا تفوقًا في الإمكانات العسكرية التي يمكن أن تكون حاسمة في حالة نشوب صراع طويل الأمد. ثانيًا، قد يجبر تماسك الناتو روسيا على شن هجمات في جميع أنحاء أوروبا، مما يجعل الانقسام بين دول الحلف غير مرجح. ثالثًا، قد يؤدي تماسك الناتو إلى الكشف عن مخزون روسيا المحدود نسبيًا من الذخائر التقليدية بعيدة المدى (إمكانات الردع الاستراتيجي غير النووي). قد تكون القدرة التقليدية بعيدة المدى ضرورية لمنع استخدام مساحة كبيرة من الأراضي الأوروبية لتدفق قوات إضافية وشن هجمات ضد القوات الروسية.
- من المرجح أن تسعى روسيا إلى تجنب علاقات تصادمية متزامنة مع الصين والغرب على مدى العقدين المقبلين، وهو الأمر الذي قد يعيق مرونتها في اتخاذ قرارات السياسة الخارجية.
- سيكون التطور الحالي والمستقبلي للاستراتيجية العسكرية الروسية من موقع ضعف عام تجاه الولايات المتحدة وحلفائها.
- أخيرًا، يوفر الإطار البحثي المستخدم في هذا التقرير منهجية مفيدة لتقييم الردع في مواجهة روسيا. على سبيل المثال، نظرًا لأن إطار البحث يؤكد على قيمة الردع للقدرات الاستراتيجية غير النووية، تشكل درجة تفوق الولايات المتحدة وحلفائها في الذخائر الدقيقة بعيدة المدى مدخلًا رئيسيًا واحدًا لقياس مستوى الردع ضد العدوان العسكري الروسي.