تراهن حماس على الطائرات بدون طيار محلية الصنع في أي مواجهة قادمة مع (إسرائيل)
المونيتر، يونيو 2022
كشف الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، للمرة الأولى في فيلم وثائقي صدر في 11 يونيو، عن امتلاكه لعدد كبير من الطائرات المسيرة التي تم تصنيعها وتطويرها في قطاع غزة.
كما يسلط الفيلم الوثائقي الضوء على اثنين من أبرز مهندسي الطائرات المسيرة التابعين لحركة حماس، والذين اغتالتهم (إسرائيل) خلال العدوان العسكري الأخير على غزة في مايو 2021، وهما ظافر الشوا وحازم الخطيب.
بالإضافة إلى الصواريخ، تعد الطائرات بدون طيار من أكثر الأسلحة المرغوبة لدى حماس. حيث تم استخدام كلا السلاحين بكثافة خلال الحرب الأخيرة مع (إسرائيل).
وفي تصريح للقناة 12 الإسرائيلية في 12 يونيو، قال مسؤول بالجيش الإسرائيلي أنه في مايو 2021، حاولت حماس استهداف حقل تمار للغاز في جنوب (إسرائيل) بطائرة بدون طيار قبل اكتشافها وتدميرها.
أعلنت حماس بالفعل أنها في 13 مايو 2021، استهدفت حقل الغاز قبالة شواطئ غزة بعدد من طائرات شهاب الانتحارية.
وتحمل طائرة شهاب بدون طيار التي صنعتها حماس رأسًا متفجرًا يزن 30 كيلوغرامًا ويمكن أن تطير لمسافة تصل إلى 250 كيلومترًا. يُعتقد أيضًا أن الطائرة بدون طيار مبرمجة بإحداثيات (GPS) وبصور الأقمار الصناعية لتحديد هدفها، ويمكن توجيهها بصريًا إلى الهدف باستخدام مشغل أرضي وكاميرا.
صنعت حماس وبمساعدة خبراء إيرانيين وعرب أول طائرة بدون طيار، أبابيل 1، والتي جاءت في ثلاث نسخ: الاستطلاع، وإلقاء القنابل، والعمليات الانتحارية. واستخدمتها خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014.
ووصلت إحدى الطائرات إلى مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب دون أن يتم كشفها، وتجاوزت رادارات الجيش الإسرائيلي.
يقول مسؤول عسكري في حماس "للمونيتور"، طلب عدم نشر اسمه، أنه وخلال عدة سنوات، تمكن مهندسوهم من بناء منظومة كاملة من الطائرات المسيرة، مشيرًا إلى أن جميعها صُنعت ذاتيًا في قطاع غزة وتم تطويرها لاستخدامها ضد الجيش الإسرائيلي.
وأضاف: "تسير عملية التطوير بخطوات ثابتة نحو تصنيع طائرات بدون طيار بدقة أعلى في إصابة الأهداف، والطيران لمسافات طويلة مع نظام اتصال وتحكم أكثر تطوراً".
تعطي حماس الفضل في تطوير مشروعها الأول للطائرات بدون طيار، للمهندس التونسي محمد الزواري، الذي اغتيل في 15 ديسمبر 2016، في مدينة صفاقس التونسية. في ذلك الوقت، اتهمت حماس الموساد الإسرائيلي بارتكاب جريمة القتل. كما أشادت الحركة بالخبرة الإيرانية في تطوير طائراتها بدون طيار وتحسين أدائها وقدراتها.
يقول اللواء الفلسطيني المتقاعد يوسف الشرقاوي، والخبير العسكري، "للمونيتور" أن حماس تدرك جيدًا أن الطائرات بدون طيار هي أسلحة الزمن الحاضر، وهي تبذل كل ما في وسعها لاستخدامها في أي هجمات عسكرية مستقبلية.
ويعتقد أن إعلان حماس هو استعراض للقوة ورسالة للجيش الإسرائيلي الذي اعتقد أنه قوض مشروع حماس للطائرات بدون طيار من خلال اغتيال عدد من المهندسين البارزين.
وأضاف الشرقاوي أن الطائرات المسيرة التي في حوزة الفصائل الفلسطينية، لا سيما حماس والجهاد الإسلامي، لا تزال متواضعة من الناحية التكنولوجية. وقال: "يستغرق تطوير القدرات العسكرية لهذه الطائرات وقتًا لتصبح أكثر فاعلية، وهو ما تعمل عليه إيران حاليًا".
ويقول الخبير العسكري والأمني محمد أبو هربيد، وهو برتبة عقيد في وزارة الداخلية في غزة: "لا تريد حماس الاعتماد على الأنفاق أو الصواريخ وحدها في حربها مع الجيش الإسرائيلي. فهي تسعى إلى الحصول على أكبر عدد ممكن من الأسلحة، وآخرها الطائرات بدون طيار".
وشدد على أن حماس تعمل باستمرار على تطوير هذه الطائرات العسكرية، الأمر الذي يثير استياء (إسرائيل)، التي تحاول مقاطعة هذا المشروع بكل الوسائل الممكنة.
ويضيف أبو هربيد أن حماس لم تضع كل أوراقها على الطاولة وتعتمد على عنصر المفاجأة في أي معركة مقبلة، "تمامًا مثلما حدث في حرب 2014 عندما فاجأت الجميع بإطلاق طائرات مسيرة تجاه (إسرائيل)".
وأوضح أن حماس تعتمد بشكل كبير على الطائرات المسيرة ليس فقط كأداة عسكرية. في الواقع، تمكنت حماس من التجسس على تحركات الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، وتمكنت في عدة مناسبات، من إسقاط الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، سواء بإطلاق النار عليها أو اختراق نظام السيطرة عليها.
في موازاة ذلك، تحاول (إسرائيل) الحد من تطوير طائرات حماس بدون طيار من خلال منع تهريب المواد أو اغتيال مطوريها أو إسقاطها بنظام القبة الحديدية.