لحظة الحقيقة (لإسرائيل) في التعامل مع حماس؟
ترجمة خاصة - مركز الدراسات السياسية والتنموية
يعتبر وضع حماس الاستراتيجي بعد سبعة أشهر من عملية "حارس الأسوار" أفضل من السابق، والتنظيم الإرهابي أصبح عدوا أكثر خطورة. حماس الآن مدفوعة بـ "استراتيجية المقاومة المزدوجة" التي تسعى إلى الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة مع تعزيز البنية التحتية العسكرية في الضفة الغربية وجنوب لبنان وتنظيم النشاط الإرهابي ضد إسرائيل. لذلك، حان الوقت الآن لإسرائيل لأخذ زمام المبادرة، والتحرك في اللحظات التي تكون مناسبة لها، لشن هجوم حاسم ومستمر على البنى التحتية العسكرية لحركة حماس في جميع مسارح نشاطها، حتى لو أدى ذلك إلى تقويض فرص الوصول لأي ترتيبات معينة.
في إطار استراتيجية المقاومة المزدوجة، هدف حماس هو الاتفاق على ترتيب في قطاع غزة يتضمن تخفيف الإغلاق للسماح بإعادة إعمار غزة وتحسين وضعها الإنساني. إعادة الإعمار بدورها ستمكّن المنظمة من تعزيز شرعيتها العامة والسياسية في القطاع وخارجه، وترسيخ مكانتها كقائد أكثر تصميماً ونجاحاً للنضال الوطني الفلسطيني من السلطة الفلسطينية أو فتح. سيسمح الترتيب أيضًا لحماس بترسيخ البنية التحتية للجولة التالية من القتال مع جيش الدفاع الإسرائيلي. وبالتوازي مع ذلك، يطور التنظيم قاعدته العسكرية والسياسية في الضفة الغربية وخارجها من أجل تكثيف الأعمال الإرهابية ضد إسرائيل في الضفة الغربية وإسرائيل، وتقويض استقرار وشرعية السلطة الفلسطينية من خلال تصعيد الاحتكاك بين الجيش الإسرائيلي والسكان الفلسطينيون في أراضي السلطة الفلسطينية.
منذ عملية "حارس الأسوار"، يبدو أن التعهد الإسرائيلي بأن "ما كان لن يكون" قد تحقق بالفعل، لكن ليس بالمعنى الذي قصدته القيادة الإسرائيلية. التموضع الاستراتيجي لحماس بعد الجولة الأخيرة من القتال أفضل من ذي قبل، وبينما نجحت إسرائيل في استعادة الهدوء على طول قطاع غزة، فإن الثمن من الناحية الاستراتيجية أكبر مما تستطيع إسرائيل أن تتحمله. حماس، كمنظمة إرهابية، أصبحت عدوًا أكثر خطورة بشكل عام، وخاصة في حال وقوع عملية على جبهة أخرى أو مع إيران. لذلك، حان الوقت الآن لإسرائيل لإعادة تقييم تحركاتها فيما يتعلق بحماس. قد يكون تجنب هذا النوع من الإجراءات خيارًا سيئًا للغاية وأكثر خطورة من عدم وجود ترتيب.