سبق صحفي: صفقة تفاوض برعاية أمريكية بين السعوديين والإسرائيليين والمصريين
موقع أكسيوس، يونيو 2022
تتوسط إدارة بايدن بهدوء بين المملكة العربية السعودية و(إسرائيل) ومصر في مفاوضات والتي، إذا نجحت، يمكن أن تشكل خطوة أولى على طريق تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية و(إسرائيل).
وقد أفادتنا خمسة مصادر أمريكية وإسرائيلية بأن القرار يتضمن إنهاء نقل جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر من السيادة المصرية إلى السعودية.
ما أهمية هذا الموضوع: إذا تم التوصل إلى ترتيب بهذا الشأن، فسيحسب ذلك إنجازًا مهمًا للسياسة الخارجية لإدارة بايدن في الشرق الأوسط.
تقول المصادر الأمريكية والإسرائيلية أن الاتفاق ليس كاملاً وأن المفاوضات حول القضايا الحساسة مستمرة، وذلك بحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية مطلعة على المفاوضات لكن ليست مخولة للحديث عن الموضوع علنًا. يريد البيت الأبيض التوصل إلى اتفاق قبل زيارة الرئيس بايدن المرتقبة إلى الشرق الأوسط في نهاية يونيو، والتي قد تشمل زيارة السعودية، بحسب المصادر.
تسيطر جزيرتا تيران وصنافير على مضيق تيران -وهو ممر بحري استراتيجي يصل لموانئ العقبة في الأردن وإيلات في (إسرائيل). ويقول مسؤولون سعوديون ومصريون أن السعودية منحت مصر السيطرة على الجزيرتين في عام 1950. وأصبحت الجزر منزوعة السلاح فيما بعد كجزء من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.
وقد امتنع البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق. ولم ترد سفارتا السعودية ومصر على طلبنا للتعليق.
المشهد العام: وفقًا للمصادر، تعتقد إدارة بايدن أن وضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات معينة يمكن أن يبني الثقة بين الطرفين ويخلق مناخاً لعلاقات دافئة بين (إسرائيل) والسعودية، اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية.
سيشكل هذا أهم إنجاز للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ اتفاقات إبراهيم، التي رعتها إدارة ترامب، ونتج عنها اتفاقيات تطبيع بين (إسرائيل) والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
أيدت المملكة العربية السعودية اتفاقيات "إبراهيم" لكنها أوضحت في ذلك الوقت أنها لن تطبع العلاقات مع (إسرائيل) ما لم يكن هناك تقدم جاد في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
يمكن للمفاوضات الناجحة أيضًا أن تسهم في خفض التوترات بين إدارة بايدن والمملكة العربية السعودية.
تعهد بايدن، قبل فترة ليست بعيدة، بجعل المملكة العربية السعودية "منبوذة" وتوترت العلاقات بسبب عدد من القضايا، بما في ذلك سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان ومقتل كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي. تقول المخابرات الأمريكية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو المسؤول عن ذلك، وهو اتهام تنفيه السعودية.
اللحاق بسرعة: بموجب معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية لعام 1979، يجب أن تكون تيران وصنافير منطقة منزوعة السلاح ويتواجد بها قوة من المراقبين متعددي الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة.
على الرغم من الرفض العام في مصر، وافق البرلمان المصري في يونيو 2017 والمحكمة العليا في البلاد في مارس 2018 على صفقة لنقل السيادة إلى المملكة العربية السعودية.
لكن الاتفاق احتاج إلى موافقة من (إسرائيل) بسبب معاهدة السلام لعام 1979. أعطت (إسرائيل) موافقتها من حيث المبدأ على إعادة الجزر إلى المملكة العربية السعودية ريثما يتم التوصل إلى اتفاق بين مصر والمملكة العربية السعودية بشأن استمرار عمل القوة المتعددة الجنسيات للمراقبين المسؤولين عن تسيير دوريات في الجزر وضمان استمرار حرية الملاحة في المضيق دون عوائق.
لكن الترتيب لم يتم الانتهاء منه. ظلت العديد من القضايا عالقة، بما في ذلك عمل القوة المتعددة الجنسيات.
خلف الكواليس: الشخص الرئيسي المكلف من إدارة بايدن في جهود الوساطة الحالية هو منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، وفقًا لمصادر أمريكية وإسرائيلية.
تقول المصادر إن القضية الرئيسية هي وجود قوات المراقبين متعددة الجنسيات. وقالت المصادر إن السعودية وافقت على إبقاء الجزر منزوعة السلاح والالتزام بالحفاظ على حرية الملاحة الكاملة لجميع السفن لكنها تريد إنهاء وجود المراقبين متعددي الجنسيات في الجزر.
واتفق المسؤولون الإسرائيليون على النظر في إنهاء وجود القوة متعددة الجنسيات، لكنهم طلبوا ترتيبات أمنية بديلة تحقق نفس النتائج، بحسب المصادر.
وقال مصدران أمريكيان ومصدران إسرائيليان أن (إسرائيل) تريد أيضا أن تتخذ السعودية خطوات معينة كجزء من جهود أوسع للتوصل إلى اتفاق بشأن عدة قضايا.
وأضافت المصادر أن (إسرائيل) طلبت من المملكة العربية السعودية السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بعبور المزيد من الأجواء السعودية، الأمر الذي سيختصر الرحلات الجوية إلى الهند وتايلاند والصين بشكل كبير.
بعد الإعلان عن اتفاقات إبراهيم، بدأت المملكة العربية السعودية في السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بعبور بعض مجالها الجوي الشرقي لرحلات متجهة إلى الإمارات والبحرين.
يريد الإسرائيليون أيضًا من السعوديين السماح برحلات جوية مباشرة من (إسرائيل) إلى المملكة العربية السعودية للمسلمين في (إسرائيل) الذين يريدون الذهاب لأداء فريضة الحج إلى مدينتي مكة والمدينة المقدستين.
ما التالي: يخطط الرئيس بايدن للذهاب إلى المملكة العربية السعودية كجزء من الرحلة المقبلة للشرق الأوسط، كما ذكرت (سي إن إن) لأول مرة.
إذا تمت الزيارة، فستكون الأولى لبايدن للقاء مع بن سلمان. وأكدت عدة مصادر عربية أن الرحلة ستشمل أيضًا عقد قمة مع قادة السعودية والإمارات والبحرين وعمان وقطر والكويت ومصر والأردن والعراق.